الأهرام
جمال زايدة
تذكروا مريم
احتفت الصحف بتفوق مريم بحصولها على المركز الأول فى الثانوية العامة .. وبعد يومين سوف يختفى أسمها من فوق صفحات الصحف ومواقع التواصل الاجتماعى.. ماذا فعلت الجامعات الكبرى فى مصر.. هل عرضت عليها منحه دراسية؟ هل سمعنا عن شركة كبرى تعرض تمويل دراسة تقوم بها مريم خلال سنوات الدراسة الجامعية؟ هل تعهدت الدولة المصرية ممثلة فى وزارة التعليم العالى بتوفير تعليم على أعلى مستوى فى إحدى جامعات الغرب لعل وعسى يحتضنها نظام تعليم راق لكى يفسح الطريق أمام باحثة وعالمة شابة؟ الدول العربية المجاورة ترسل مئات الالوف من الطلاب والطالبات للدراسة فى أرقى جامعات العالم ونحن بعد أن كنا نرسل رفاعة الطهطاوى فى منتصف القرن التاسع عشر ثم بعد تأسيس مدرسة الطب أرسلنا طلابا للدراسة فى أهم جامعات انجلترا ثم عادوا لنشهد بعضا من أكبر أساتذة الطب فى العالم فى النصف الأول من القرن العشرين.. تراجعنا الى الوراء وتدهورت قيمة العلم وزادت قيمة العقارات والمقاولين أضعافا مضاعفة.

قضية مريم تكشف اهتراء منظومة القيم لدينا شعبا وحكومة.. فالتعليم لم يعد يحتل أولوية.. وإرسال البعثات للخارج يعد الآن ترفا فى حين كان يعد قيمة أيام محمد على مؤسس مصر الحديثة حين لم تمتلك مصر لا شوارع ولا قناطر ولا سدود ولا موانى.. من تم ارسالهم للتعلم فى الخارج هم من شيدوا مصر الحديثة فى جميع فروع الطب والهندسة والرى والدبلوماسية.. البشر قبل الحجر.

النظام التعليمى فى الولايات المتحدة ينتخب أفضل وأنبغ الطلاب ويدفعهم إلى الأمام بغض النظر عن أوضاعهم الاجتماعية.. فهؤلاء هم مصدر قوته ومنبع تقدمه.

لا يكفى أن يتعهد رئيس لجنة التعليم فى البرلمان د. جمال شيحة بالإنفاق على تعليم مريم بشكل شخصى.. المبادرة كان يجب أن تأتى من شركات ومؤسسات ودولة ترغب فى التقدم، المسألة هنا لا تخص مريم وحدها ولكنها تخص وطنا بكامله يفتقد آليات التقدم .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف