مؤمن الهباء
شهادة .. هل ينجح الناصريون هذه المرة؟!
أخيراً.. أدرك الناصريون خطأ تشرذمهم في أحزاب صغيرة. ضعيفة غير مؤثرة.. وخطورة تفرقهم في تحالفات وقوائم لا تتسق مع أيديولوجيتهم.. بل ربما تتناقض معها.. مما يفقدهم هويتهم السياسية والفكرية التي هي مبرر وجودهم.. ويفقدهم أيضاً مصداقيتهم. .ولهذا قرروا بعد مناقشات طويلة البدء قي تشكيل تحالف جديد باسم "تحالف قوي الشعب العامل" بعيداً عن المكونات الأربعة الراهنة التي يتشكل منها التيار الناصري.. وذلك بقصد توحيد التيار تحت مظلة واحدة.
هذا التطور الإيجابي حمله إلينا الخبر المنشور في "الأهرام" يوم الثلاثاء الماضي. الذي جاء فيه علي لسان عبدالعظيم المغربي. نائب الأمين العام لاتحاد المحامين العرب والقيادي بالتيار الشعبي أن شعور الناصريين بتفرقهم في الوقت الحالي وافتقادهم للحضور السياسي المؤثر بالشارع السياسي كان وراء دعوة القيادات الناصرية لعقد اجتماع لدراسة كيفية استعادة الوحدة السياسية للتيار من جديد كخطوة أولي نحو استعادة هذا الحضور لكي يعكس نفسه في ثقل سياسي بالبرلمان القادم.
أشار المغربي إلي أن الدعوة لهذا الاجتماع الناصري جاءت من القواعد الجماهيرية. وليس من الرموز والقيادات.. وذلك لرغبة القواعد في التوحد السياسي وتخليق قيادة موحدة للتيار.. معتبراً أن غياب تلك الرموز الناصرية عن الاجتماع يرجع لشعورهم بأهمية المواقع التي يشغلونها حالياً.. إلا أن التوحد السياسي يعد الآلية الوحيدة لاستعادة مكانة التيار الناصري. وإثبات الحضور السياسي والجماهيري.. مع العلم بأن المظلة الجديدة هدفها الرئيسي ليس مواجهة القوي القديمة ورغبتها في استعادة دورها التقليدي في البرلمان الجديد فحسب. وإنما أيضاً مواجهة ظاهرة المال السياسي. التي باتت تهدد الثقافة الديمقراطية.
وسوف تكون الخطوة الأولي في هذا الاتجاه هي تشكيل لجان تعمل في المحافظات باسم التحالف الجديد للدعوة إلي الأفكار التي يتبناها.. ثم يتم الإعداد لمؤتمر جامع في ذكري ثورة 23 يوليو القادمة ليكون البداية العملية لانطلاق التحالف.. وسيكون التركيز في برنامجه السياسي علي الشباب والمرأة.
أما سيد عبدالغني. عضو المكتب السياسي للحزب الناصري. فأكد أن التحالف بمثابة تحالف انتخابي وليس سياسياً. أو تنظيمياً.. والهدف منه تجميع القوي المؤمنة بالعدالة الاجتماعية. والحفاظ علي الدولة الوطنية المصرية. والاستقلال الوطني في مواجهة المشروع الأمريكي ـ الصهيوني.
وسواء أكان الهدف من التحالف الجديد هو اندماج الأحزاب والكيانات الناصرية في تيار واحد سياسياً وتنظيمياً. كما يقول عبدالعظيم المغربي. أو مجرد تكتل وتحالف انتخابي. فإنه يمثل تطوراً إيجابياً يحرك المياه الراكدة في واقعنا السياسي.. ويعمل علي إعادة تشكيل الخطوط العشوائية التي أربكت المشهد "السياسي".. وجعلت الكثيرين يصفونه بأنه "عك".
ولو نجح الناصريون في مسعاهم هذه المرة. فسوف يدفعون غيرهم إلي نفس الطريق. ولو من باب الغيرة والاستعداد للمنافسة الحقيقية.. وسوف يقدمون أكبر هدية للانتخابات القادمة.. وبالذات فيما يخص التحالفات والقوائم التي يجري تشكيلها علي أسس غير سياسية ولا فكرية.. فلا تعرف ـ مثلاًـ كيف يلتقي الوفدي مع الناصري مع الشيوعي في قائمة واحدة.
أملنا كبير أن تنجح الخطوة الناصرية الأولي.. وأن يلتئم الوفديون من جديد لإنقاذ حزبهم.. حتي يأتي يوم نري فيه انتخابات برلمانية حرة نزيهة. يتنافس فيها الناصريون مع الوفديين مع الشيوعيين. مع الإسلاميين.. في مناخ صحي سليم يحكمه القانون والدستور.. وتتباري فيه الأفكار السياسية والتحالفات الحزبية.. وتختفي فيه صور العنف والسلاح والعصبية القبلية.. دعونا نحلم!!