تتنافس مدينتا لوس أنجلوس الامريكية والعاصمة الفرنسية باريس علي استضافة دورة الالعاب الاوليمبية المزمع إقامتها عام 2024. وستعلن اللجنة الاوليمبية الدولية اسم المدينة الفائزة بالاستضافة في اجتماع اللجنة الاوليمبية الدولية الذي يعقد في سبتمبر القادم في مدينة ليما عاصمة دولة بيرو بالقارة الامريكية الجنوبية. وأغلب الظن ان تفوز باريس باستضافة الدورة عام 2024 ويتم اسناد تنظيم دورة الالعاب الاوليمبية لعام 2028 لمدينة لوس أنجلوس الامريكية.
وإذا نظرنا إلي الدورات الاوليمبية التي أقيمت وستقام في وقت رئاسة الالماني توماس باخ رئيس اللجنة الاوليمبية الدولية نجد ان قارة امريكا اللاتينية قد استضافت الدورة عام 2016 في ريو دي جانيرو بالبرازيل والقارة الاسيوية ستستضيف الدورة القادمة في طوكيو باليابان عام 2020 بينما تتصارع أوروبا وأمريكا الشمالية علي استضافة دورة 2024 وسيقوم الخاسر منهما بتنظيم الدورة عام .2028
ومن المعروف ان استراليا قد نظمت هذه الدورة مرتان الاولي في ملبورن عام 1956 والثانية في سيدني عام 2000 وبالتالي فإن جميع قارات العالم قد استضافت دورة الالعاب الاوليمبية ما عدا قارة أفريقيا.
والسؤال المهم هل من الممكن ان تقرر اللجنة الاوليمبية الدولية إقامة الدورة عام 2032 في القارة السمراء إفريقيا؟
هناك متغيرات جديدة طرأت مؤخراً تستحق الدراسة تجعل بعض دول العالم التي لم تكن قادرة علي استضافة هذا الحدث العالمي الرياضي الاكبر تفكر بجدية في تقديم طلب الاستضافة من هذه المتغيرات علي سبيل المثال ما يلي:
أولاً: أن استضافة الدورة من الممكن ان تكون في أربع مدن مختلفة داخل الدولة. وقد كانت المسابقات من قبل تتم معظمها داخل مدينة واحدة ولذلك تسمي الدورات السابقة بأسماء المدن وليست بأسماء الدول مثل دورة لندن ودورة أثينا ودورة برشلونة ودورة روما وهكذا فمثلا من الممكن لو أقيمت الدورة في مصر أن يكون الاستاد الاوليمبي الرئيسي هو استاد برج العرب ومسابقة كرة اليد في الصالة المغطاة باستاد القاهرة ومسابقة الدراجات في شرم الشيخ أو الاقصر والشراع في الغردقة ورفع الاثقال والملاكمة في العاصمة الادارية الجديدة.
ثانيا: أن إنشاء القرية الاوليمبية التي تستضيف الابطال المشاركين والاجهزة الفنية أصبح يدر عائداً كبيرة ويقام علي نفقة حاجزي المشروع السكني العملاق "القرية الاوليمبية" الذي يتم الاعلان عنه ويبدأ إنشاؤه قبل الدورة بعدة سنوات ويتم تسليمه بعد انتهاء الدورة مباشرة إلي الحاجزين دون ان تتحمل الدولة وموازنتها أي تكلفة.
ثالثاً: إن حجم الدعم المادي الذي تقدمه اللجنة الاوليمبية الدولية للدولة التي تستضيف هذا الحدث أصبح كبيراً ويقدر- إذا تم حسابه بالعملة المحلية- بعشرات المليارات من الجنيهات المصرية.
السؤال الاهم: لو قررت اللجنة الاوليمبية الدولية إقامة دورة الالعاب الاوليمبية عام 2032 في قارة افريقيا هل ستتقدم مصر بملف لاستضافة هذه الدورة؟ ام ستترك المنافسة تنحصر بين المملكة المغربية وجنوب افريقيا.
ربما يكون توقيت طرح هذا السؤال غير مناسب وربما تكون الظروف الاقتصادية والامنية الحالية غير مناسبة حتي للتساؤل ولكن- من وجهة نظري- اننا في بداية الطريق الصحيح الذي ستنطلق منه مصر بإذن الله إلي مصاف الدول الكبري ولابد أن نبدأ من الان الاستعداد التخيلي والافتراضي لاستضافة هذا الحدث العالمي. فلا يتم بناء منشأ رياضي أو شبابي جديد إلا ونفترض أنه سيستضيف الحدث ولا يتم استضافة أي حدث رياضي عربي أو افريقي أو دولي إلا ونعتبره تجربة وتدريب لاستضافة الحدث الاعظم ونتحدث عن رؤية مصر 2030 وفي أذهاننا الالعاب الاوليمبية ونستضيف كأس العالم لكرة اليد للكبار مصر 2021 ونقدمه للعالم كنموذج للاستضافة وان تكون جميع مشروعاتنا العملاقة في العاصمة الادارية الجديدة والاقليم الاقتصادي لقناة السويس وجبل الجلالة والمشروع القومي للطرق ومشروعات الطاقة النووية والمراحل الجديدة لمترو الانفاق وقاعات المؤتمرات الكبري والمدن الجديدة في بورسعيد والعلمين والمنيا واسيوط. واستضافة المؤتمر العالمي للشباب. بل وتطوير مناهج التعليم والخطاب الديني ومعاملة السائحين والاهتمام بالبيئة والنظافة والبنية المعلوماتية والتكنولوجية والقضاء علي فيروس c وأي مشروع جديد مهما كان حجمه يتم في إطار الاستعداد لاستضافة هذا الحدث. وكأن الاعلان عن إقامة دورة الالعاب الاوليمبية مصر 2032 قد حدث.