< لم تكن مباراة الأهلي ووادي دجلة مباراة في كرة القدم بل كانت ملحمة في تاريخ الرياضة المصرية والعالمية .... تحمل كل معاني الحب والايثار ... شاهدنا فيها أجمل واروع لقطة في الموسم الكروي الا وهي هدف عماد متعب الرابع ... فمتعب يسدد وترتد الكرة لمؤمن فيرفض التسجيل ويمرر لغالي الذي يرفض التسجيل ويبحث عن متعب ويمرر له كي يسجل، هذا الهدف يحمل بين طياته العديد من الرسائل:
< رسالة كاشفة لسر تميز الأهلي وتفوقه.
< الروح التي يتمتع بها كل من يرتدي الفانلة الحمراء والتي يحتاجها أي فريق يبحث عن بطولات.. وحب اللاعبين لبعضهم واتحادهم خارج وداخل الملعب، انها السبب الرئيسي في إنجازات العملاق التي يعجز عن تحقيقها سواه.
< فريق الأهلي ليس ثلاثون لاعبا بل انصهار الجميع في لاعب واحد تحت راية التعاون والايثار الجماعي.
< مخزن قيم ومبادئ لا ينضب يتمتع بها الأهلي ولاعبوه
< رسالة لبراعم الأهلي بان ناديهم مؤسسة تربوية واخلاقية قبل ان يكون مؤسسة رياضية واجتماعية والتأكيد لهم ان انكار الذات هو سر تفوق الاهلاوية.
< آخر الرسالات هو ضرورة احترام الكبير والتأكيد على فشل زرع الفتنة بين اللاعبين صغارا كانوا أم كبارا.
لقد تذكرت اغنية الراحلة ام كلثوم (اسأل روحك) وكلماتها " شوف القسوة بتعمل ايه " ... ودار في مخيلتي ان تتحول الكلمات للأهلي وما حدث في مباراة وادي دجلة لاستبدل كلمة القسوة لتكون « شوف الحب بيعمل ايه ".
< ختامها مسك: كالعادة فاز نادي العظماء علي نادي الزمالك
2/ صفر مع الرحمة وادي الأهلي أفضل مباراة له هذا الموسم واستجاب البدري للنصح وأشرك أحسن توليفة من اللاعبين ليحقق النادي الكبير عدة ارقام قياسية:
< وصوله للنقطة 84 دون هزيمة
< الفوز في 25 مباراة والتعادل في 9 مباريات وانهاء المسابقة للمرة السابعة دون هزيمة.
< سجل مهاجموه 62 هدفا ودخل مرماه 14 هدفا.
< لم يلق هزيمة من نادي الزمالك في بطولة الدوري منذ 2007 وحتى 2017 .
خالص تقديري لحسام البدري الذي اتمني منه وبعد ان انتهي الموسم ما يلي:
< عمل إحصائية يدوية لكل لاعب تشمل مهاراته -تمريراته المؤثرة والغير مؤثرة – دوره المحوري في الملعب – لياقاته البدنية – اصاباته – علاج الأخطاء التي حدثت في بعض المباريات وإيجاد حلول لها
< مراجعة أداء بعض اللاعبين على مدار الموسم واخص بالذكر كريم نيدفيد – مؤمن زكريا – حسام عاشور.
< عدم اشراك صالح جمعة في اللقاءات السابقة يمثل علامة استفهام بارزة واتمني الا تتكرر مع لاعبين اخرين (واخص بالذكر احمد الشيخ – - احمد حمودي - اسلام محارب – وليد ازارو).
< كنت قد كتبت في مقال سابق ان اشراك صالح جمعة بجوار حسام غالي تجعل خط وسط الأهلي ناري وهو ما شاهدناه في المباراة .... يا حبذا لو تم اشراك عبد الله السعيد بجوارهم.
< إعطاء الفرصة لأكرم توفيق.
< أتمني اشراك الثلاثي الامامي من كلا من وليد ازارو – احمد حمودي – احمد الشيخ علي ان يكون هناك عملية تدوير في حالة اهتزاز مستوي أي منهم مع اجاي.
أقدم التهنئة لنفسي ولجميع الاهلاوية من محبي وعاشقي نادي العظماء صاحب البسمة على شفاه كل المصريين.
< يوم الاحد الماضي 16/7/2017 مرت سنة علي رحيل اسطورة من اساطير الكرة المصرية والنادي الأهلي.. الكابتن طارق سليم رحمه الله والذي توفي عن عمر يناهز 79 عاما ... ترك طارق تاريخا مليئا بالإنجازات سواء على المستوي الفني كلاعب او على المستوي الإداري حيث تقلد العديد من المناصب داخل نادي العظماء أهمها منصب مدير الكرة للفريق الأول الذي تولاه أكثر من مرة.
< نجح طارق رحمه الله في التتويج بأربعة عشر لقبا طوال مسيرته الكروية (7 دوري – 5 كأس مصر – كأس الأمم الافريقية – بطولة الجمهورية العربية) كما شارك مع الفراعنة في دوري الألعاب الاوليمبية سنة 1960 في روما وشارك في بطولات البحر المتوسط وكأس العالم العسكري.. رحم الله طارق سليم الرمز ... والقيمة ... والعطاء ... والتاريخ.
< ويوم الثلاثاء الماضي حلت الذكري الرابعة للغزال الأسمر وتلميذي النجيب المحترم إبراهيم يوسف نجم نادي الزمالك والمنتخب القومي.. صاحب السيرة العطرة الطيبة كلاعب وضابط شرطة وكان له معي العديد من الذكريات:
< في مباراة الزمالك والمصري تم طرده لاعتدائه على لاعب المصري بالضرب بالبوكس (وكان وقتها إبراهيم طالب بالسنة الثانية بكلية الشرطة) فأمر اللواء د/ عبد الكريم درويش مساعد اول الوزير ورئيس الاكاديمية على الهواء مباشرة بحبسه انفراديا بالكلية لمدة ثلاثة أسابيع على اعتبار ان تصرف إبراهيم هو سلوك معيب لطالب خارج اسوار الكلية 0
وعندما عاد إبراهيم للكلية حضر لمكتبي وبرر لي الواقعة بانه اثناء التحامه في كرة مشتركة مع لاعب المصري قام الأخير معه بتصرف مشين أفقده أعصابه فقام بضربه بالبوكس واتصلت باللواء درويش تليفونيا وشرحت له ما حدث فقرر الغاء العقوبة.
< في احد اتصالاته التليفونية بي رد نجلي احمد (كان وقتها عمره 6سنوات) فداعبه إبراهيم « بتحب الزمالك يا احمد « فرد نجلي بتلقائية الطفل " يع ... دول وحشين اوي " ضحك إبراهيم وعندما قابلني علق قائلا « فعلا احمد ابن الرائد الحسيني عصبى"
رحم الله إبراهيم يوسف وألهم نجله الدكتور عبد الرحمن وشقيقه المحترم إسماعيل يوسف وجميع افراد أسرته الصبر والسلوان.
همسات حائرة
< الخلاف والاختلاف: نعاني أحيانا من مشكلة كبري وهي ألا تجد من يفهمك أو يفسر سلوكياتك وتصرفاتك بطريقة غير صحيحة.
فسوء الفهم وارد.. ويلزمه منطق وأحيانا لا يوجد هذا المنطق ... فحين يغيب العقل يختلف الناس ... وقد تتسع الفجوة ويصبح التفاهم مستحيلا ويقودنا للمجهول.
التفاهم ليس سهلا لكنه ليس صعبا.. والاختلاف وارد وقد يتحول الي خلاف.. فالقضية ليست أن نتفق أو نختلف بل كيف ندير خلافاتنا وهو ما يتطلب نضجا وشيئا من المرونة.
الاختلاف بين الناس أمرا طبيعيا.. فالأفكار تتعارض والمصالح أيضا.. وما يجمع اليوم قد يفرق غدا ... المهم الا نتخذ مواقف بناء على تخيلات ... ولا نطرح شروطا أشبه بالإملاءات.
فالحياة فن ... وشتان بين ما هو كائن وما يجب أن يكون .... وما لا يتضح اليوم يتضح غدا ... يكفي أن تظهر الحقيقة ففي النقاش يقاس العقل ... وفي الشدة يقاس الصبر ... وفي المواقف يقاس معادن البشر ...
وفي النهاية لا تحزن على ما فات .... ولا تقلق عما هو آت.. وارضي بما قسم رب السماوات.
(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)