المؤكد أنه واجب علينا وفقا لقيمنا الدينية والوطنية والاخلاقية والإنسانية .. تأمين أي سائح أو سائحة يأتون إلينا ضيوفاً أعزاء لإشباع ثقافتهم ومعرفتهم بما نملكه من مقومات تراثية وحضارية أو لقضاء أجازتهم والتمتع بما حبانا الله به من إمكانات. في هذا الإطار فإن اي حادث يتعرض له هذا السائح له انعكاسات سلبية علي سمعتنا وعلي السياحة.. صناعة الامل الواعدة بما تمثله من دعم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. حول هذا الشأن وبالتجربة فإن سرعة القبض علي الجاني ايا كانت اهدافه ودوافعه الاجرامية.. يساهم بشكل كبير في التخفيف من الآثار والتداعيات.
ما أتحدث عنه ينطبق علي حادث الاعتداء الجنوني الذي قام به المجرم المغسول عقلياً وفكرياً في أحد فنادق الغردقة وأدي إلي مقتل سائحتين ألمانيتين واصابة عدد آخر.. كان عملاً إيجابياً سرعة القبض عليه من جانب العاملين في الفندق وتسليمه لرجال الأمن لتقديمه للمحاكمة لينال جزاءه الرادع.
إقدام العاملين في الفندق علي محاصرة هذا المجرم والامساك به ليس إلا تجسيد لما يجب أن يكون عليه سلوك أي مواطن يتحلي بالانتماء لوطنه. يضاف الي ذلك أن ما اقدموا عليه بشجاعة وجسارة عظمت وأكدت حرصهم علي السياحة والسياح.. جاء ذلك من منطلق ايمانهم بمصلحة وطنهم والدفاع عن لقمة عيشهم. كل الشكر التقدير لهؤلاء المصريين الشرفاء الذين قالوا للعالم بسلوكهم أن ما تعرض له سياح الغردقة ما هو إلا عمل فردي لا يعبر عن معدن جموع الشعب المصري.
عملية القبض علي المجرم الفاقد لحقوق المواطنة والإنسانية.. لاقت ردود فعل إيجابية اتسمت بالحكمة وعدم المغالاة من جانب غالبية الاعلام الألماني. هذا التعامل يتماشي مع حقيقة ان أي بلد معرض لوقوع مثل هذه الحوادث الاجرامية ذات الطابع الارهابي.. هنا يجدر الاشارة أن هذه الملابسات والتطورات التي ارتبطت بحادث الغردقة كانت عاملاً مهماً لحسن الحظ في التغطية علي قصور تعاملنا مع الحادث سواء من جانب وزارة السياحة أو جهاز الاعلام الحكومي المتمثل في هيئة الاستعلامات.
في نفس الوقت وحتي يستمر هذا التوجه الإيجابي تجاه التعامل مع مثل هذه الحوادث التي قد تقع عندنا فإنني ارجو أن تتمكن أجهزة الأمن من سرعة إزاحة الغموض عن حادث السائحة البلجيكية التي وجدت فاقدة الحياة بأحد فنادق شرم الشيخ المكلومة حيث تضمن تقرير طبيب الصحة ان وفاتها كانت نتيجة عمل جنائي.