الجمهورية
فريد إبراهيم
ضلالات الإرهابيين
كل عنف بدني بدأ بعنف فكري أقنع المؤمنين بسفك الدماء أنهم يحسنون صنعا وهو أمر أدركته قوي الشر التي لا تريد للخير ان يمر في طريقه دون اعاقة فاستغلوا الأديان التي لها في قلوب المؤمنين ما لها من تأثير وسلطان لذا فإن ما قامت به وزارة الأوقاف من تفنيد ضلالات الإرهابيين يمثل خطوة علي الطريق في القضاء علي هذا العنف وان كانت خطوة تحتاج إلي تضافر الجهود في العالم أجمع وليس في مصر وحدها.
في كتاب ضلالات الارهابيين وتفنيدها يؤكد علماء الأوقاف والأزهر الذين شاركوا في وضع هذا الكتاب ان هناك العديد من الضلالات الفكرية الناتجة عن الأوهام التي قامت التيارات المنحرفة فكريا بنشرها لدي البسطاء والعامة لدفعهم الي مرحلة الكفر بالأوطان وبقيم الشرائع الدينية الداعية للمحافظة علي الأمن والسلم. والتي تعطي الحياة الانسانية مقاما يفوق في كرامته حرمة البيت الحرام.
أشار وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة في تقدمته للكتاب الي انه يأتي في مقدمة تلك الضلالات الفكرية ظن الكثير من أن الجهاد شرع بعد هجرة النبي صلي الله عليه وسلم إلي المدينة وسبب هذا الظن الخاطئ أنهم حصروا الجهاد في معناه القتالي. ولاشك ان مقاتلة المشتركين شرعت بعد الاستقرار في المدينة. لكن الذي يغيب عن أذهان الكثيرين أن ما نزل من القرآن الكريم في العهد المكي تحدث عن الجهاد. كما تحدث عنه ما نزل من القرآن الكريم في العهد المدني لكن جهاد العهد المكي كان مقصودا به الدعوة إلي الله بالحسني والموعظة والكلمة الطيبة والثبات علي الحق والصبر علي الأذي وهو ما يتنافي مع الفهم الذي تردده الجماعات المتطرفة بحصر الجهاد في معناه القتالي فقط متغافلين عن معاني الجهاد الأخري مثل جهاد النفس وجهاد الدعوة وجهاد الدفع الذي يمثل خلاصة الدفاع عن الأوطان ورد كيد المعتدين عنها وحماية الثغور وهو ما تقوم به القوات المسلحة في كافة الأوطان ولم يشرع الجهاد القتالي في المدينة الا بسبب الظروف والمتغيرات التي طرأت واستجدت علي الدولة الاسلامية بعدما تم تأسيس قواعدها. واحاطت بها المخاطر من دول الجوار مما استلزم حمايتها.
أضاف: لكن يجب التأكيد علي ان مشروعية الجهاد القتالي لا يجب ان يفهم منها انتهاء عهد الجهاد الدعوي الذي يمثل الأصل الذي تتبناه الأديان والشرائع وفق منهجية نشر السلام والمحبة في البشرية اما جهاد المقاتلة والمدافعة فيكون في نطاق ضيق محدود حال وجود خطر يهدد حدود الدولة وأمنها كما فند العلماء الذين شاركوا في وضع الكتاب وهما الدكتور محمد سالم أبوعاصي والدكتور هاني سيد تمام والدكتور سيد أحمد مرسي والشيخ حمد الله حافظ وصف بعض الجماعات للمجتمعات بالجاهلية مؤكدين ان كلمة الجاهلية لا تعني الكفر والا كان أبو ذر الفاري وهو من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم كافرا لأن رسول الله قال له انك رجل فيك جاهلية وبالتالي فكلمة جاهلية لا تعني الكفر كما تريد جماعات العنف ان تنطلق منها لتقنع البسطاء بأن المجتمعات التي بها بعض السلوكيات المنحرف مجتمعات كافرة رغم انها مجتمعات تشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الذكاة وتحج البيت ولا يمنعها أحد من ذلك وهكذا يتتبع العلماء دعوي المتشددين وهي نفسها التي انطلقت منها القوي التي صنعت داعش وبوكو حرام فتفندها واحدة واحدة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف