الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
النظام الإلكتروني للانتخابات
ونحن علي أبواب انتخابات رئاسية.. لماذا لا ندخل نظام الانتخاب الإلكتروني؟؟.. كل دول العالم أدخلت هذا النظام الدقيق السهل الذي يسمح باشتراك كل الناس.. في نفس الوقت التزوير مستحيل وأي محاولة تتكشف في لحظتها.. ثم النتيجة تظهر في ثوان بدلاً من أيام!!..
لم تعد هناك دولة واحدة في العالم كله تجري الانتخابات بطريقة الورق واللجان والطوابير والفرز طول الليل لمدة أيام!!.. هذه الطريقة المتخلفة للغاية نسيها العالم كله ما عدا مصر!!
ظروف مصر السياسية منذ أيام الملك فاروق وما قبله لم تكن تسمح بإدخال هذا النظام الذي من الصعب تزويره.. فقد كان الملك فاروق منذ نعومة أظافره وهو مازال يدرس في لندن تحت إشراف أحمد حسنين وعزيز المصري يكره مصطفي النحاس الذي أفهموه أنه زعيم الأمة وعنده أغلبية.. فلم تستجب أي حكومة منذ هذا الوقت البعيد جداً للأخذ بالنظام الإلكتروني منذ ظهوره.. وتمر الأيام والسنون وتأتي ثورة يوليو التي ألغت الأحزاب وقفلت البرلمان.. صدر قانون إلغاء الأحزاب يوم 16 يناير عام ..1953 وقفلت البرلمان وأنشأت بدلاً منه ما سموه هيئة التحرير يوم 23 يناير ..1953 بعد أسبوع واحد من إلغاء الأحزاب.. ثم الاتحاد القومي عام 1957 الذي تحول إلي أول مجلس نيابي باسم مجلس الأمة.. وظهرت حكايات الأربع تسعات والعمال والفلاحين وغير ذلك.. لذا لم تظهر قط فكرة الانتخابات الإلكترونية طبعاً.. واستمرت الحكاية مع أنور السادات الذي كل ما فعله أن غير اسم مجلس الأمة إلي مجلس الشعب!! حتي الدستور الأخير الذي أعاد اسم مجلس النواب!!
لذا.. كان من المستحيل خلال هذا التاريخ الطويل جداً.. منذ ما قبل الملك فاروق إدخال نظام الانتخابات الإلكتروني مثل باقي دول العالم!!
الآن اختلف الوضع تماماً..
الآن أصبحنا في حاجة لانتخابات في منتهي النزاهة.. بعيدة تماماً عن الأيدي.. كله بالتكنولوجيا الحديثة.. سريعة للغاية.. غير مرهقة قط.. لا عذر لأحد لكي لا يدلي بصوته.. السرية متوفرة لأبعد درجة فلا ضغوط ولا رشاوي ولا وقوف أمام باب اللجنة.. ولا.. ولا.. انتخابات تليق بدولة كبري مارست الديمقراطية.. منذ أكثر من قرنين.
قالوا: نظام الانتخاب الإلكتروني يحتاج لتكاليف كثيرة وميزانية ضخمة.. نعم.. هذا في البداية عند إدخال النظام في مصر.. ولكننا سنوفر مئات الآلاف التي ننفقها في كل انتخابات علي النظام القديم.. هناك مكافآت لمئات الألوف من الموظفين والعاملين وتأجير مئات الآلاف من البيوت والشقق للجان.. مئات الألوف من السيارات.. مئات الآلاف من الستائر والبارفانات والمناضد والكراسي.. مولد.. وإرهاق.. وياريت ينتهي علي خير.. لابد من مشاحنات وخناقات وشرطة!! وخلافه!!
- لماذا كل هذا؟؟
- الحكاية ببساطة جداً.. الحكومة تتفق مع إحدي الشركات الإلكترونية المتخصصة في هذا المجال لإدخال النظام العالمي عندنا.. ويتم شرح الموضوع للناس.. كيف تدلي بصوتك من أي مكان في البلد أو خارج البلد وحتي تظهر النتائج أولاً بأول في كل وسائل الإعلام.. بعد ساعات سينتهي يوم الانتخابات علي خير بإذن الله.
الموضوع لن يحتاج ليوم أو يومين لإعلان النتيجة.. ومؤتمر صحفي عالمي.. ورئيس لجنة الانتخابات العليا!!!.. يتأخر في الكواليس!!.. ورجال الإعلام والمصورون والناس أمام التليفزيون في الانتظار.. ويطول الانتظار.. والصبر له حدود.. ويصرخ الحليم!! الهادئ!! فالأعصاب لا تحتمل!! ويحضر من بين الكواليس شخص طويل وعريض ويطلب السكون والهدوء وإلا سيطرد كل من في الصالة.. رغم أنه كان موجوداً رئيس وزراء وبعض أعضاء وزارته.. حدث هذا في انتخابات قريبة.
لماذا كل هذا؟؟.. شركة تأخذ قرشين وتدخل النظام في مصر لأول مرة.. مثل كل دول العالم.. ما رأي الحكومة؟؟.. اذن من طين واذن من عجين!! كالعادة!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف