الوفد
أحمد عز العرب
الاستعمار يؤرخ للإرهاب المتأسلم (12)
يستطرد التقرير المشبوه قائلاً:
2 - 4: العمل داخل التنظيم:
79 - رغم الدعاية المعادية للتنظيم الإخوانى فقد أثبت الإخوان المسلمون قدرتهم العملية الفائقة فى التعامل مع السلطات من سنة 1928 حتى سنة 1980 لتحقيق أهدافهم.
80 - فى سنة 1930 راسل حسن البنا بالخطابات والاتصال الشخصى مع حكومات مصر حول حالة المجتمع المصرى ودعا للإصلاح سنة 1935 وقامت وفود من الإخوان المسلمين بزيارة وزير التربية والتعليم ورئيس الوزراء لدفعهما لتدريس الدين والتاريخ الإسلامى فى المدارس المصرية، وفى سنة 1937 قامت وحدة رئيسية للتدريب والتجنيد أنشأها حسن البنا تحت اسم «الكشافة» (انظر الفصل الثالث) بالعمل كقوة أمنية خلال حفلات تتويج الملك فاروق لإظهار قوتهم وتنظيمهم علناً.
81 - فى سنة 1942 حاول حسن البنا تقديم 17 مرشحاً للانتخابات البرلمانية وطلبت منه الحكومة سحب ترشيحاتهم وإعلان ولائهم للحكومة ولمعاهدة سنة 1936 التى كانت الأساس القانونى لوجود بريطانيا فى مصر، ورغم تعارض هذه الطلبات الحكومية مع معتقدات الإخوان المسلمين وافق حسن البنا بشرط عدم وضع أى حد على نشاط الجماعة ووعدت الحكومة باتخاذ إجراءات ضد مبيعات الخمور والبغاء العلنى، كما سمحت للجماعة بعقد الاجتماعات وإصدار بعض النشرات.
82 - وفى سنتى 1946، 1947 كوفئت الجماعة على موقفها ضد حزب الوفد والشيوعيين فصدر لها ترخيص بإصدار جريدتها الرسمية باسم جريدة «الإخوان المسلمين» وأعطيت مزايا فى شراء أوراق الطباعة، وتم تعيين وزير تربية وتعليم متعاطف مع الإخوان المسلمين ولكن تتميز هذه الفترة باضطرابات داخل الطبقة الدنيا فى المجتمع وباضطرابات عمالية ومظاهرات وطنية ومعارك بين الإخوان المسلمين والوفديين وعنف سياسى، نتج عنه حل جماعة الإخوان فى سنة 1948.
83 فى سنة 1951 تم اختيار حسن الهضيبى مرشداً عاماً للجماعة، من جهة لأن صلاته كانت طيبة مع المسئولين فى الدولة، ومن جهة أخرى لأنه كان يعتبر شخصية عامة معتدلة، وقد اختير للمنصب كذلك لاعتقاد القيادات الداخلية المتشددة فى الإخوان المسلمين أنه كان سهل الانقياد لهم، وخلال هذه الفترة أيدت الإخوان حركة التمرد الوطنية التى انتهت بثورة عبدالناصر وإنهاء الاحتلال البريطانى لمصر، وكان كل ذلك متوافقاً مع أهداف الإخوان.
84 - كانت الفترة من سنة 1952 حتى سنة 1954 فترة علاقة متساهلة بين الإخوان المسلمين وجمعية الضباط الأحرار، فقد أفرجت الحكومة عن كل أعضاء الإخوان المسلمين من السجون التى كانت الحكومة السابقة على يوليو سنة 1952 قد وضعتهم فيها عند حل الجمعية سنة 1948، كما فتحت حكومة الضباط تحقيقاً رسمياً فى موضوع اغتيال حسن البنا، وفى سنة 1953 ورغم القانون الذى ألغى كل الأحزاب السياسية وصادر أموالها وممتلكاتها استثنيت جماعة الإخوان من الحل على أساس أنها جماعة ذات أهداف دينية، ومع ذلك رفض الهضيبى مرشد الجماعة فرض الاشتراك فى وزارة الضباط بثلاثة وزراء من الإخوان المسلمين حتى لا تفقد الجماعة شعبيتها.
85 - وفى سنة 1954 أعلنت الحكومة أن جماعة الإخوان حزب سياسى وقامت بحلها، وبعد محاولة لاغتيال عبدالناصر فى 26 أكتوبر سنة 1954 التى اعتبر الإخوان المسلمين مسئولين عنها أعدم بعض أعضاء الجماعة ودخل كثيرون منهم فى السجون، وهرب العديد منهم إلى خارج مصر، حيث ركزوا على إنشاء جمعية إخوان مسلمين فى كل من السعودية والأردن وسوريا ولبنان.
86 - وخلال حقبة السبعينيات استمر الإخوان المسلمون فى استغلال النظام القائم لمصلحتهم، فاستطاعوا التفاهم الشفوى مع حكومات السادات ضد اليسار وأفرج عن معظمهم من السجون واشتركوا فى مناقشات وضع الدستور الجديد وقاموا بنشاط كبير فى الجامعات، وقد وضح نجاحهم فى الحصول على كل مقاعد اتحادات طلبة الجامعات واتحاد طلبة الجمهورية.
وقبل أن نعرض الحلقة التالية ننبه القارئ إلى خديعة كبيرة يضلل بها هذا التقرير المشبوه الوعى العام، فقد قفز تماماً فوق حقبة ستينيات القرن الماضى ولم يذكر حرفاً عنها، مع أنها الحقبة التى وقعت فيها محاولة قلب نظام الحكم على يد أحد أشهر قيادة الإخوان المسلمين وهو سيد قطب الذى أصدر كتابه الشهير «فى ظلال القرآن» الذى حكم فيه بكفر المجتمع وضرورة هدمه بالقوة، وهو ما كان أساس حركة التكفير والهجرة خلال السبعينيات على يد شكرى مصطفى أحد أتباع سيد قطب، وأغفل التقرير المشبوه تماماً أن سيد قطب قدم للمحاكمة وحكم عليه بالإعدام ونفذ الحكم فى جريمة محاولة قلب نظام الحكم سنة 1966.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف