الوفد
علاء عريبى
قطر
لا نظن أن الذي صنع حمد وتميم فى قطر كأداة لتمويل، وتدريب، وتسليح، ودعم الإرهابيين، غير قادر على خلق العشرات من الأدوات مثلهما فى بلدان اخرى، هناك العديد ممن يضمرون الكراهية والحقد، ومن السهل دفعهم إلى الساحة، ضرب رأس الأفعى أهم بكثير من ذيلها.
بعد قيام ثورات الربيع العربي في مصر وبعض البلدان العربية، وبعد أن تحررت جميع القوى السياسية من ديكتاتورية الحكام ومن قسوة الأجهزة الأمنية التابعة له، اعتقدت أن التنظيمات الإسلامية أو أصحاب الرايات السوداء التى تتبنى العنف، وتكفر الحاكم، وتحل دماءه قد تختفي نهائيا ولن تعود مرة أخرى، ووصل بى الخيال إلى الاعتقاد بأن قيادات تنظيم القاعدة فى أفغانستان سوف يعيدون النظر في فكرهم السياسي الإسلامي، وقلت إن ثورات الشعوب العربية سوف تدفعهم إلى مراجعة خطابهم الديني، وكنت على ثقة من أن القاعدة وغيرها من التنظيمات التكفيرية لن تجد لها وظيفة بعد إزاحة الأنظمة الديكتاتورية، فلماذا يستمر فى عنفه ودمويته؟، فقد أسسوا خطابهم على تكفير الحاكم، وأحلوا قتله هو وأعوانه لأنهم، حسب خطابهم، يفسدون في الأرض، يسرقون، ويقتلون، ويعتقلون، ويقهرون شعوبهم.
بعد الإطاحة بهؤلاء الحكام وأخذ الأنظمة الجديدة بالديمقراطية والتعددية وسعيها إلى تطبيق العدالة الاجتماعية، أصبح من اليسير لهذه التنظيمات والجماعات أن تشارك في الحياة السياسية، وأصبح من السهل أن ينافسوا على إدارة البلاد من خلال البرلمان والمحليات والحكومة ومنصب الرئاسة ذاته، فقد فتحت الحياة السياسية أبوابها لجميع الأطراف وإلى مختلف التيارات والأيديولوجيات بدون قيود أو شروط، ومن يخطط للوصول إلى الحكم والنهوض بالبلاد عليه فقط أن يقنع المواطن البسيط ببرنامجه، والمواطن سوف يختار المناسب له وللبلاد، وإذا كان برنامجها مقنعا فسوف يحظى بأغلبية ويدير البلاد.
لكن للأسف، بعد فترة بسيطة تبددت جميع تحليلاتى، واتضح أننى كنت موهوما أو أرى المشهد من خلال نافذة رومانسية، المشهد لم يتغير، وهو ما أثار مئات الأسئلة: لماذا ظلت هذه الجماعات على فكرها المنحرف؟، لماذا لم تشارك فى العمل السياسى؟، لماذا ظلت على تكفيرها للحاكم ورجاله وجنوده؟، هل لأنهم من غير الإسلاميين؟، هل لأنهم من اليبراليين والديمقراطيين والاشتراكيين والناصريين والمستقلين والبسطاء؟، إذا كانت القوى السياسية غير الإسلامية كافرة في نظر هذه الجماعات، فهل القوى السياسية الدينية الأخرى هي الأخرى كافرة؟.
للأسف، اختلقت مبررات سفك الدماء، وظل الهدف كما هو: الوصول إلى سدة الحكم، وبدأت هذه النفايات أو الجماعات فى سفك دماء الجنود فى الجيش والشرطة، وسفك دماء المصريين الأقباط، وسفك دماء السياح، وتفجير المنشآت وخطوط الغاز، واستمرارها فى ضرب اقتصاد البلاد وتدميره، وهو ما يعنى انهم لا يفكرون سوى فى الوصول إلى كرسى الحكم، حتى لو كان وصولهم على جثث المواطنين أو تدمير البلاد وتشريد الأسر.
من الذى يمول بالمال ويمد بالسلاح؟، من الذى يقوم بالتدريب والتخطيط على القتل والسفك؟، من الذى يدعمهم فكريا وأدبيا؟، من الذى يسعى لإسقاط البلاد؟، فى ظنى أن قطر مجرد أداة لأكثر من دولة وجهة مخابرات، وإغفال هذه الدول والإمساك بخناق تميم وحمد ومن يعاونهما وحدهما لن يوقف: التمويل، والتسليح، والتدريب، والدعم، وسفك الدماء، كما صنعوا آل خليفة فى قطر أدوات للقتل والهدم والخراب يمكنهم العثور على أكثر فى بلدان مثل قطر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف