فشل الآباء والأمهات في الإعداد والتنشئة. فانحرف الأبناء.. وأعلنوا التمرد والعصيان.. وسلكوا طريق الشيطان.. واتبعوا الضلال والبهتان.
سقطت "التربية" من حسابات وزارة التعليم.. فانحدر مستوي الجيل الصاعد.. وتجرد من أبسط القواعد الأخلاقية.. وجهل بأهم القيم والاعراف.
تخلت المؤسسات المعنية عن دورها في اعداد جيل صالح.. متسلح بالعلم.. متحصن بالمباديء.. فتوالت المآسي. ووقعت الكوارث التي يندي لها الجبين.
البداية من المنزل.. فقد انصرف أولياء الأمور عن متابعة الأبناء ومراقبة سلوكياتهم.. وأهملوا في تلقينهم القيم والمباديء.. فكانت النتيجة.. تفريخ "جيل" يميل للعنف ويهوي الايذاء.. وتحكمه نزعات التمرد ورفض الوصاية..!!
أما المدرسة.. فحدث ولا حرج.. حيث عجز أي وزير خلال العشرين سنة الماضية عن اصلاح منظومة التعليم.. بل علي العكس.. ساهم في إفشالها.. وساعد علي إفسادها.. فصارت بلا تعليم وبدون تربية.. سواء بالمناهج البالية.. أو باختيار معاونين منعدمي من العلم والكفاءة.. إلي جانب التقاعس عن التفتيش والرقابة والمتابعة.. وبالتالي انفلت الزمام.. وخلت الفصول من التلاميذ.. وهرب المدرسون إلي مراكز الدروس الخصوصية.. وافتقد الطلاب للقدوة والمثل.. فراح كل منهم يعيث فسادا.. ويرتكب الموبقات.. ولعل خير دليل.. تلك الواقعة التي حاول خلالها 20 تلميذا بالاعدادية التحرش بمراقبة اللجنة.. عقابا لها.. لأنها منعتهم من الغش في امتحان التربية الدينية!!
بديهي.. ان تنتقل العدوي إلي معظم المؤسسات التربوية.. التي سادها الاهمال والانفلات.. فتجاوزت في حق "النشء".. وقصرت في احتوائه.. وعجزت عن تلبية احتياجاته.. ولم تسع يوما لتجديد فكره.. وصقل مواهبه. وتطوير مهاراته. وتنمية ملكاته.. بل أحجمت حتي عن تلقينه الأسس التربوية.. والقواعد الدينية. والضوابط الأخلاقية.. التي تصنع منه إنسانا سويا.. يتحلي بالنبل والشهامة. ويتميز بالايثار والغيرية.. ويجيد العطاء وحسن الانتماء.
من أسوأ نتائج هذا الاهمال وذاك الانفلات.. ظهور روابط الالتراس المتمردة.. التي تفضل النادي عن الوطن.. وتلجأ دائما للشغب والعنف والتخريب.. وتهدد حياة المواطنين.. وتتسبب في تكدير الأمن العام وتعكير صفو السلام الاجتماعي.. كما التقطت أيادي التطرف والارهاب.. الكثير من الشباب.. اليائس والبائس.. نظرا لضعف ايمانه.. وهشاشة انتمائه.. وقلة خبرته.. وافتقاده للتربية الصحيحة. والرعاية السليمة.. فأصبحوا مثل "القنابل الموقوتة" تهدد وتروع.. وتضاعف من التحديات الشرسة التي تواجه الوطن..!!
إن الضرر سوف يطول الجميع بلا استثناء.. طالما انعدمت التربية.. وسادت الفوضي.. وانتشر الانفلات بين الكبار والصغار.. ومن الطبيعي أن يتدهور الحال من سييء إلي أسوأ إن استمر الوضع علي ما هو عليه.. واذا لم تنتفض كل الهيئات والمؤسسات والآباء والأمهات.. ويحاول كل منهم القيام بدوره كما ينبغي.. دينيا وتربويا وعلميا ونفسيا.. ويصلح من المنظومة.. ويواجه بكل الحسم والصرامة.. تلك الظواهر المقيتة.. والسلوكيات المشينة.. فقولوا علي "الأخلاق. والعلم. وهيبة الدولة".. السلام..!!