حسن الرشيدى
بوكليت ناجح.. ووزير محترم
نجح نظام البوكليت في امتحانات الثانوية العامة ووصلت نسبة التسريب إلي صفر وحالات الغش انخفضت إلي 2000 حالة.. هذا ما أكده الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم الذي أشاد بجهود الوزير السابق الدكتور الهلال الشربيني في تطبيق هذه المنظومة رغم انه من النادر ان يشيد وزير بنظيره السابق أو بوزير سبق ان تولي نفس المنصب.. فهو موقف محترم من الوزير شوقي الذي نري فيه الأمل لإصلاح التعليم.
نتائج الثانوية العامة التي أعلنها وزير التربية والتعليم تؤكد ان كليات القمة سينخفض الحد الادني للقبول بها عن العام الماضي وهو ما اثار فرحة آلاف الطلاب المتفوقين رغم ان الحزن خيم علي بيوت الكثير من الأسر التي لم يحظ ابناؤها علي المجاميع التي كانوا يأملونها.
في الحقيقة نظام الثانوية العامة يجب ان تطرأ عليه تغييرات لأنه يمثل شبحا في كل بيت ويرهق الأسر بأعباء الدروس الخصوصية ويحدد مصير كل طالب.. واعتقد ان الوزير طارق شوقي سينجح في هذه المهمة وليس كل من يتفوق في الثانوية العامة ويلتحق باحدي كليات القمة يحقق نجاحا في حياته العملية وليس كل من يفشل في الحصول علي مجموع يؤهله للالتحاق بكليات القمة في حياته العملية.
هناك العديد من الأطباء والمهندسين وغيرهم ممن تخرجوا في كليات القمة لم يعملوا في تخصصاتهم وإنما غيروا مسارهم وعملوا في مجالات أخري وحققوا طموحاتهم وأصبحوا نجوما وما أكثر الأطباء والمهندسين في مجال الصحافة والإعلام والسينما فقد حركتهم موهبتهم ودفعتهم لأعمال لم يدرسوها في كليات القمة التي التحقوا بها.. وهناك نجوم في مجال البنوك لم يتخرجوا في كليات التجارة واستطاعوا أن يصلوا إلي أعلي المناصب في البنوك التي يعملون بها.
لا ينبغي أن يتسلل اليأس أو الاحباط للطلاب فالذين لم يحظوا بمجاميع تؤهلهم لكليات القمة أو الكليات التي يأملونها بل يجب ان يحدوهم الأمل في مستقبل أفضل فالعبرة بالنجاح في الحياة واثبات الذات واتقان العمل وليس في كلية تحقق لهم وجاهة اجتماعية.. المهم ان يختار الطالب الكلية التي تتفق مع قدراته لأن هناك أمهات وآباء يصرون علي الحاق ابنائهم بكليات الطب أو الهندسة أو الإعلام رغم ان ابناءهم لديهم رغبات أخري تتفق مع مواهبهم وطموحاتهم وتكون النتيجة تخريج طبيب أو مهندس فاشل لا يحب عمله أو يتقنه ويعيش محبطا.
ألف مبروك للناجحين في الثانوية العامة.. رغم انني اشفق عليهم لأن الطريق مازال طويلا.. ولكنني اتطلع إلي اليوم الذي يكون فيه الخريج مؤهلا لسوق العمل ولا تكون شهادة البكالوريوس أو الليسانس للوجاهة الاجتماعية أو رخصة للزواج من فتاة الأحلام.