سعيد عبدالسلام
مرحباً بالأشقاء في البيت الكبير
** ليست المرة الأولي التي تفتح فيها مصر ذراعيها وقلبها للأشقاء العرب في كل المجالات.. لكن هذه المرة عبر البطولة العربية التي تعود إلي الحياة بعد غياب أربع سنوات وبثوب جديد حيث شهدت البطولة الأخيرة التي أقيمت موسم 2012/2013 نظام الذهاب والعودة وفاز بها فريق اتحاد العاصمة الجزائري.
** إن أجمل شيء في البطولة التي تنطلق اليوم أنها ستقام في مرحلة مهمة من تاريخ وطننا العربي وهو في أشد الحاجة إلي الاصطفاف لمحاربة الإرهاب وقطع دابر مموليه.
** وكم كانت الاستجابة العربية للمشاركة في بطولة هذا العام والرغبة الشديدة لدي الجميع لكي تقام في مواعيد ثابتة بعد أن وضع المسئولون عنها أسساً وقواعد جديدة كان من شأنها أن تتخطي جوائزها السبعين مليون جنيه.
** وما أسعدنا كثيراً الروح العالية التي صاحبت جميع الأشقاء وهم قادمون إلي أرض الكنانة وشعورهم بالأمان والتأكيد أن مصر آمنة مطمئنة وما يحدث من عمليات فردية إرهابية ما هي إلا تعبير عن احتضار هذه الجماعة وقرب الانتهاء منها ودفنها تحت الثري.
** وفي مثل هذه الحالات وهذا الجو الرياضي التنافسي الجميل يصبح الجميع فائزاً.. فالرياضة بشكل عام وكرة القدم بصورة خاصة لها أهداف سامية أرقي بكثير من مجرد الفوز أو الخسارة في إحدي المباريات.
** وكلي ثقة أن الجميع سيرفع شعار "لا للإرهاب" اليوم وطوال عمر البطولة وسيتعامل اللاعبون مع المباريات بروح الأخوة. والذي لا يمنع من التنافس القوي والمشروع وتقديم وجبات كروية دسمة تضيف الشيء الكثير إلي الكرة العربية.
** واليوم يبدأ الأهلي مشواره وغداً الزمالك.. وبالطبع يضع لاعبو القطبين لقب البطولة علي رأس أولوياتهما.. فالأهلي سيلاقي الفيصلي الأردني والزمالك مع الفتح الرباطي المغربي.
** وأتصور أن الجهازين الفنيين ولاعبي الفريقين يتمتعان بثقافة الفوز والألقاب والانجازات.. وبالتالي فالجماهير تنتظر المزيد من البطولات خاصة لفريق الزمالك الذي نزف هذا الموسم كل البطولات السابقة التي شارك فيها.. ولم يتبق له سوي البطولة العربية وكأس مصر.
** أما الأهلي وكعادته لا يقبل كثيراً سوي اعتلاء منصات التتويج لأنه وبكل بساطة يعتبر المركز الثاني مثل المركز الأخير.. وهو مهيأ هذا الموسم لحصد المزيد من الألقاب إذا لم يصب اللاعبون بالغرور أو تعاملوا مع الكرة باستعلاء.
** فكرة القدم تعشق كسر رقبة المغرورين والمقصرين وكل من يتصور أنه قادر علي هزيمتها لأنها تعشق التمرد حالها حال الجنس اللطيف.. لذلك هي تحمل ايضا تاء التأنيث!!
** عموماً دعونا نعود إلي مرجوعنا ونقول.. نتمني أن تخرج بطولة هذا العام استثنائية من كل الوجوه بحيث تقدم للساسة والاقتصاديين ورقة تحمل مفادها.. أن الوطن العربي جاهز تماماً لخروج الوحدة العربية إلي حيز التنفيذ.
** بعد أن حررت العراق الموصل من داعش واقترب السوريون والليبيون من تحرير أرضهما.. ونفس الشيء بالنسبة لليمن السعيد.. فوطننا العربي الكبير يلفظ الإرهاب ويعشق أرضه وسيعود ليتصدر المشهد من جديد عبر بوابة التنمية والبناء.
والله من وراء القصد.