عصام العبيدى
السياحة المصرية.. والتحذيرات الدولية!!
كان الله فى عون السياحة المصرية.. فكل يوم والثانى تتلقى ضربة أصعب من ذى قبل!!
سواء كان ذلك بعمليات إرهابية قذرة.. تستهدف واحدة من مدننا السياحية.. أو حتى عن طريق التحذيرات الدولية.. التى تنطلق يومًا بعد يوم.. من دولة مختلفة عن الأخرى.
ففى خلال أسبوع واحد صدرت تحذيرات.. من كل من ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.. وقبلها بيوم أو يومين.. سبقتها إسرائيل بتحذير رعاياها.. من زيارة الأماكن السياحية فى مصر!
والغريب فى الأمر- والذى لا أعتقد أبدا أنه من قبيل المصادفة - أن كل تحذير يصدر من هذه الدول.. غالباً ما يعقبه عملية إرهابية أو أكثر.. وآخرها التحذير الألمانى.. والذى اعقبته العملية الإرهابية الغادرة.. التى وقعت بالغردقة.. والتى أدت لمقتل سائحتين ألمان.. وجرح ثلاث خريات.. بعد أن قام داعشى بالسباحة.. من شاطئ عام حتى وصل الى شاطئ الفندق السياحى.. حيث قام بطعنهن بسكين كان يحملها فى ثيابه.. قبل أن يتمكن موظفو الفندق بإلقاء القبض عليه.. وتسليمه للشرطة!
إذا هذه التحذيرات لا تصدر من فراغ.. وإنما هى فى الغالب.. تصدر بناء على معلومات استخباراتية.. قد تأتى إليهم عن طريق عناصر.. إرهابية مزروعة وسط هذه العصابات الإرهابية!
ولعلنا جميعاً نتذكر التحذير البريطانى الشهير.. والذى سبق عملية إسقاط الطائرة الروسية بشرم الشيخ.. وهو الذى ساهم إلى حد كبير.. فى فك طلاسم وألغاز إسقاط الطائرة.. بعد أن قامت بريطانيا بإمداد روسيا.. بما لديها من معلومات عن أسباب سقوطها.. دون أن تخبر الحكومة المصرية بذلك.. ولعل هذا ما يكشف بجلاء سوء نية مبيت.. من هذه الدول نحو مصر والسياحة فيها!
لكن هذا الأمر يدعونا لأن نأخذ هذه التحذيرات.. بالجدية اللازمة لها.. لأنها كما قلنا لا تأتى فى الغالب من فراغ.. وﻻ حتى من مجرد استقراء الأحداث وقراءة الواقع.. ولكنها غالباً ما تأتى.. من خلال معلومات استخبارية لا تكذب فى الغالب!
فلا ينبغى إطلاقًا النظر لهذه التحذيرات.. على أنها جزء من المؤامرات الكونية.. ضد السياحة المصرية والاقتصاد المصرى كله.. ولكن علينا التعامل معها على كونها معلومات.. قد تؤدى إلى عمليات إرهابية جديدة.. وعلى هذا فعلينا توخى الحذر والدقة الشديدة.. فى التعاطى مع مثل هذه التحذيرات.. حتى تساعدنا فى توحيه ضربات استباقية.. لأوكار الإرهاب الأسود.. لضرب خططهم.. وإفشال مخططاتهم الرامية لزعزعة الاستقرار فى بلادنا!
وعلى فكرة نحن هنا لا نخترع العجلة.. لكن العديد من دول العالم المتقدم.. تتبع نفس النهج فى التعامل مع مثل هذه التحذيرات.. وتعتبرها مثل بلاغات وجود قنابل فى المطارات.. أو على متن الطائرات!
فرغم ثقة الجهات الشرطية.. فى أن هذه البلاغات كاذبة.. بنسبة قد تصل إلى 99% إلا أنهم يتعاملون مع نسبة الـ 1% الباقية على أنها هى الصحيحة.. فتغلق المطارات.. ويعاد تفتيش الركاب.. وقد يصل الأمر لإنزال حقائب الركاب من الطائرات.. لإخلائها وإعادة تفتيشها.. حتى يصلوا لتحقيق الأمان الكامل للركاب.. حتى لو أدى ذلك لتأخير إقلاع الطائرة لساعات طويلة.. فالحفاظ على حياة الركاب هدف أسمى!
وعلى هذا ينبغى علينا.. عدم إهمال تلك التحذيرات.. واعتبارها بمثابة «بلاغات» مقدمة من تلك الدول.. صحيح أنها تؤدى لضرب السياحة.. وإثارة الفزع بين السياح.. وقد تؤدى لإحجام السياح عن زيارة بلادنا.. لكن إهمالها قد يؤدى لكوارث أكبر.. إذا ما صدقت مثل هذه التحذيرات!