الوفد
عباس الطرابيلى
الصنايعية.. وإجازة الجمعة!
كنا ـ ومازلنا ـ نعاني من إصرار كبار الأطباء علي منح أنفسهم إجازة يوم الجمعة.. وللأسف امتدت هذه الظاهرة من الكبار، الي صغار الأطباء.. ووصل هذا الوباء الي المستشفيات، إذ لا تجد فيها طبيباً كبيراً يوم الجمعة، ليس فقط في المستشفيات الحكومية، لكن أيضاً في الاستثمارية غالية التكاليف.. وهكذا هربنا من الذهاب الي أي مستشفي من ظهر الخميس، إلي ظهر السبت. وأصبحنا بلا دواء وبلا علاج، رغم أن الكبارـ زمان ـ كانوا أكثر حرصاً علي التواجد، حتي إنهم كانوا يزورون المرضي في بيوتهم، ولكن تلك كانت خدمة، أو نعمة لم نعرف قيمتها إلا.. أخيراً.
الآن، امتدت هذه الظاهرة إلي كل الحرف اليدوية، وكل الصنايعية.. من سباكين الي نجارين. وإلي الكهربائية.. إذ الكل بلا استثناء يأخذ اجازة يوم الجمعة فماذا يفعل المواطن لو انفجرت ماسورة مياه في بيته.. أو ماسورة صرف صحي «مجاري.. يعني» وماذا يفعل ليواجه أعطال الكهرباء.. بالذات مع انتشار أجهزة التكييف وتكرار تعطلها بسبب «ضرب الفيوزات» وبالذات عندما ترتفع درجات الحرارة!!
<< وتبحث عن سباك. أو كهربائي. وهي خدمات يستحيل الاستغناء عنها فلا تجد.. فالجمعة هي اجازته!! وربما ذهب لقضاء اجازة ـ هو أيضاً ـ في أحد المصايف.. أو نائم يبرطع في سريره من كثرة السهر يوم السهرة، أقصد يوم الخميس!! والطريف انك لو عرضت مضاعفة الأجرة تجده يجري ويسارع إلي الحضور.. لأنه يعرف مدي حاجتك إلي خدماته.. نقول ذلك رغم أن أجورهم في «العلالي» وبعضهم يطلب «فيزيتا» أكثر مما يحصل الطبيب إذا ذهبت اليه في عيادته.. ولا عجب أن يناديه البعض: يا باشمهندس!!
وأتذكر ـ في الصيف الماضي ـ ان طلبت واحد كهربائي لتركيب دواية لمبة في بيتي برأس البر.. ومنحته 20 جنيها مقابل ذلك.. فاعترض قائلاً يعني جايبني وطالع نازل علشان 20 جنيهاً وطلب عشرين أخري ـ اضافية!! وأعطيته ما طلب، وأنا أدعو عليه!!
<< هنا، لماذا لا نتدرب علي أعمال السباكة والكهرباء السريعة.. لنتولي بأنفسنا مواجهة هذه المشاكل. وأتذكر ـ في شبابي ـ كنت أقوم بنفسي بكل أعمال السباكة والكهرباء البسيطة.. وكانت عندي ومازالت كل المعدات اللازمة.. وأعرف أنه كانت عندنا ـ أيضاً زمان ـ مراكز تدريب علي أعمال السباكة والكهرباء والنجارة.. وكانت حكومية.. فلماذا لا نعيدها ونتوسع فيها، ليس لمواجهة مشاكل يوم الجمعة فقط، بل لنواجه أيضاً مشاكل المغالاة في الأجور التي فاقت أي حد مقبول.. مجرد ساعة أو ساعتين في المركز، لمدة أسبوع كافية للتدرب علي هذه الأعمال والعدد موجودة.. وقطع الغيار متوفرة.. فهل هذا من الأمور الصعبة؟!
<< تعالوا نواجه تجبر الصنايعية كلهم سواء بأسعارهم غير المعقولة وكله يتحجج بأسعار الدولار!! أو بتمنعهم والدلال الذي يتعاملون به مع الزبائن.. وذلك بافتتاح عدد من مراكز التدريب علي هذه الأعمال.. ويا سيدي أهي هواية والسلام. بس: هواية مفيدة وما أسهل فتح فصل في أي مدرسة بكل حي برسوم مالية منخفضة تتوفر فيه خبرة الأسطوات.. لتدريب من يرغب ليس ليصبح كهربائياً أو سباكاً محترفاً.. ولكن لكي يواجه تلك المشاكل البسيطة في كل بيت.
وفي نفس الوقت يوفر جانباً مما يطلبه الصنايعية.. وما يطلبونه كثير.. وكفاية الغلاء.. والأسعار والدولار.. إيه رأيكم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف