سامى عبد الفتاح
"كفتجي" الكاف .. ومونديال أندية العرب
قاعدة منطقية قديمه. تقول إن المعطيات تؤدي إلي النتائج. كما أن النتائج تكشف معطياتها.. وما يفاجئنا به الاتحاد الأفريقي برئاسة أحمد أحمد. اجتماعاً بعد اجتماع. يؤكد أن رئيس الكاف السابق عيسي حياتو. كان "كفتجي" أو شيخ منصر كبيراً.. ففي مدة قصيرة استطاع أحمد أن يقنع المسئولين في الفيفا بزيادة عدد المنتخبات الأفريقية في المونديال. ضمن زيادة شاملة.. كما فاجأنا أحمد. بتلك القرارات الجوهرية الأخيرة في اجتماعات "الصخيرات" المغربية.. فقرر الكاف تغيير موعد بطولات كأس الأمم الأفريقية. لتكون في شهر يونيو بدلاً من شهر يناير.. والسبب قوي جداً. وهو أن معظم اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية. يكونون خلال شهر يناير في راحة سلبية مع أنديتهم. وعندما يتم اجبارهم علي الانضمام لمنتخبات بلادهم. يكون عطائهم بارداً. ويتمنون الخسارة لمنتخباتهم. حتي يعودوا سريعاً إلي أنديتهم الأوروبية. بدون إصابة أو اجهاد.. لذلك فإن اللعب في يونيو. يعني أن المحترفين في الدوريات الأوروبية. قد انتهوا من مهماتهم مع أنديتهم. كما أن الدوريات في معظم الدول الأفريقية ستكون قد انتهت في يونيو. طالما أنها لم تتعطل في يناير. مثلما توقف الدوري المصري 45 يوماً من أجل عيون البطولة الأخيرة في الجابون.. إضافة إلي أن موعد البطولة الأفريقية. في نفس المونديال.. إلا أن الأفريقية كل سنتين في الأعوام الفردية. والمونديال كل أربع سنوات في الأعوام الزوجية. فتكون الأجندة الأفريقية متكاملة مع الدولية.. ولكن سوف تتبقي اشكالية. وهي التضارب بين انطلاق بطولة الأمم الأفريقية. كل سنتين. وختام بطولتي أفريقيا للأندية والكونفيدرالية. في توقيت قريب جداً "شهر مايو" ــ حسب المواعيد الجديدة ــ حيث تنطلق في أغسطس. ويكون الختام في مايو.. فهل انتبه الكاف لهذه الاشكالية.
فأين كان عيسي حياتو من كل هذه الأفكار الجديدة.. والإجابة موجودة عندي. وهي أن الاتحاد الأفريقي تحول في السنوات العشر الأخيرة إلي مؤسسة انتفاعية لكل الموجودين فيها.. الجميع راض برئيس نائم معظم الوقت. ولا يدري ماذا يدور حوله ــ بحكم السن ــ وهو يتلقي التعليمات ممن حوله. ويكتفي بهز رأسه. حتي غرق ومن معه.. وهذه الإجابة استخلصتها عندما جمعتني الصدفة بعيسي حياتو في طائرة واحدة قبل عشر سنوات من جوهانسبرج الي القاهرة. وهو مغمي عليه معظم الوقت في مقعده ولا يتحرك إلي حمام الطائرة إلا مستنداً الي زوجته.. أدركت يومها أن هذا الرجل لا يمكن أن يكون قادراً علي قيادة مؤسسة الكاف. إلا أن الأسباب تكشفت مع أحمد أحمد.
اليوم.. تنطلق بطولة الأندية العربية لكرة القدم في القاهرة والإسكندرية. والتي تستمر حتي 6 أغسطس المقبل بمشاركة 12 فريقاً. وسط توقعات بنسخة ناجحة في ظل تواجد العديد من الأندية الكبيرة. وبعد أن رفع الاتحاد العربي سقف الجوائز لتقارب بطولات الأندية الكبري في القارات. فيحصل كل فريق علي 25 ألف دولار قبل مشاركته في دوري المجموعات. ويحصل الوصيف علي مبلغ قدره 600 ألف دولار.. ويحصل الفائز بلقب البطولة علي 2.5 مليون دولار.
وواجهت البطولة الكثير من الأزمات خلال مرات التوقف التي عانتها هذه البطولة. وعلي رأسها الأزمات التسويقية. لأنها كانت أضعف في عائداتها المالية من بطولات أفريقيا وآسيا للأندية.
فكانت الانطلاقة الأولي في الثمانينات من القرن الماضي. واستمرت علي مدار 20 عاماً. وسط انتظام مميز برعاية الاتحاد العربي ومن الراحل الأمير فيصل بن فهد. ومع دخول الأندية العربية عالم الاحتراف.
وفي خطوة مهمة برعاية الشيخ صالح كامل. نجح الاتحاد العربي في تسويق البطولة من خلال تحديث نظامها لتقام بنفس نظام المسابقات القارية. وهو الأمر الذي جعل البطولة تعود بوجه جديد عام 2004. ولكنها توقفت مرة أخري بعد خمسة أعوام. ثم عادت مجدداً عام 2013. إلا أن الربيع العربي أصابها بالجمود مجدداً. قبل أن تعود بنسختها الجديدة. وتكون الانطلاقة من مصر.