الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
أستاذان جامعيان .. ابنتا البواب
موضوع تفوق الطالبة مريم ابنة حارس العقار "البواب" أخذت من وسائل الإعلام مساحات كبيرة.. وهي تستحق فعلاً.. فهي قدوة للطلبة والطالبات الذين يرهقون أهاليهم بالدروس الخصوصية. والكثير من طلب الكماليات.
ولكن ما رأيكم في بواب فيللا بجواري له بنتان "أساتذة في الجامعة"؟!!
.. نعم.. أساتذة في الجامعة تحملان درجة الدكتوراة. والأب لا يغادر حجرته طوال هذه السنوات. حتي كتابتي هذه السطور. ولن يغادرها أبداً.. فقط يغادرها عندما يذهب إلي المسجد المجاور. خمس مرات ليرفع الأذان بصوته الجهوري.
إذا لم تصدقني اسأل السيدة الفاضلة المحترمة الرائعة زوجة سمير زاهر!!.. فهو أيضاً جاري.. وزوجته عاشت قصتي الفتاتين عن قرب.. ولن أزيد!!
* * *
هناك قصة قديمة ــ ولا تؤاخذوني ــ قصصي كثيرة.. أهرب بها من عنق الزجاجة!!
ثلاثة شبان مثل الورد.. طلبة في جامعة القاهرة. لا يربطهم أي رابط. كل منهم له كليته ومشكلته وحياته.. أحدهم تبناه صاحب أكبر وأشهر محل في الدقي.. عمل عنده في أوقات فراغه.. وجهز له ما يشبه السرير لينام عليه داخل المحل.. وحيث يذاكر دروسه أيضاً.. الشرط الوحيد ألا يتسرب أي ضوء من تحت أبواب المحل. رغم توصية صاحب المحل لكل أمناء وعساكر الشرطة في المنطقة من باب الاحتياط.
شاب آخر لا أذكر كثيراً ظروفه.. وإن كان أكثر الثلاثة معاناة.. فكل ما يستطيع أن يلجأ إليه أقارب عن بعد في قرية علي حدود القليوبية.. رأي أن يتحمل مشقات السفر بأي طريقة فهو الملجأ الوحيد.. ولكن قسوة السفر في صحاري في عز الليل. وأيضاً شيء من التكلفة جعلته يلتمس مني البحث عن أي إيواء.. أي سرير وحائط في القاهرة. خير من عشاء الأقارب. الذين بدأوا أيضاً في الكلام ذي المعنيين.. الضيافة عادة ثلاثة أيام. إلا الأقارب!!.. كلام من هذا النوع. فيتحول الطعام في فمه إلي دواء يبلعه مريض رغم أنفه.
الشاب الثالث نسيت تفاصيل مأساته.. ولكني أذكر جيداً أن هذا الشاب الثاني ما أن انصرف من عندي وتأثرت بتطورات مأساته. حتي أمسكت بالقلم. وكتبت قصص الشبان الثلاثة.. ومن شدة تأثري كتبت العنوان: "إلي قلب أنور السادات".. وفي خلال المقال من شدة تأثري كتبت داخل المقال بأنني أعتبر هذا الكلام خطاباً شخصياً إلي سيادة أنور السادات "شخصياً" وكتبتها بالإنجليزية "HIM SELF".
اتصل بي في نفس اليوم سكرتير خاص أنور السادات وهو رجل مشهور نسيت اسمه. رغم أنه قريب منا. فهو قريب زميل العمر كمال أبوالمجد.. طلب مني عناوين وأسماء الشباب الثلاثة.. كانت عندي أسماءهم. ولكن كان من الصعب الوصول إليهم.. ونسيت الموضوع.
* * *
بعد عدة أيام زارني الشبان الثلاثة معاً لأول مرة.. كان من الصعب التعرف عليهم.. المناظر اختلفت تماماً.. بدل جديدة.. ونور الله علي الوجوه. دش الصباح له مفعوله.. سيارة جمعت الشبان الثلاثة في يوم ما.. كنا في الأسبوع الأول من رمضان.. قبيل موعد الإفطار دخلوا منزل الرئيس السادات وتناولوا الإفطار معه. الذي استمع لما يريدون أن يقولوه.. وصدرت التعليمات بنزولهم في ثلاث غرف في المدينة الجامعية. ومبلغ معين لكل منهم أول كل شهر. سيجدونه في إدارات كلياتهم.. تولي سكرتير الرئيس شراء ملابس من كل نوع للثلاثة.
بعد أقل من أسبوع.. كان يوم العاشر من رمضان.. اعتبروا يا أولي الألباب.. "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً"..
علي فكرة.. أحد الثلاثة شاعر موهوب مشهور الآن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف