سكينة فؤاد
الظهير الشعبى .. مرة أخرى ودائما
أما مريم ابنة الصبر والكفاح والمعاناة والتى حصلت على 99% علمى علوم فقد أعادت إثبات أن قلب مصر الذى يمثله الملايين من الأرصدة الشعبية لثورة 25 يناير و 30/6 مازال بخير، رغم التخريب والتجريف روحيا وعقليا وثقافيا وايمانيا وحضاريا،.. وأما كثرة القراءة فى مدلولات تفوقها فنزل على حجم الصدمة فيما ساد وانتشر من نماذج أفسدت، ولوث فكرها بالفاشية الدينية واستلب خيرها الوطنى وايمانها ببلدها ومدى الفرحة والاحتفاء بالنماذج التى مازالت صامدة تقاوم انهيارات العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية وأمان العيش والحرية.. أما ماحدث فى جزيرة الوراق، وكما كتب كثير من الكتاب المحترمين أحدث نموذج لسوء الادارة السياسية لأغلب المشكلات التى ترتبط بحياة الأرصدة الشعبية.. والاصرار على عدم إدخال أصحاب المشكلات المثارة شركاء اساسيين فى حل مشكلاتهم وتوفير حلول جادة قبل تفجيرها والاستماع باحترام لأصحاب المشكلة، فالاستثمار إذا كان يتم لصالح المواطن فيجب ألا يكون على حسابه وما قيل عن استثمار الجزر يجب ان يكون فى شفافية كاملة، أهم المعلومات وأبسطها من سيستثمر وما هو العائد على السكان الاصليين.. والدفاع بانها من أملاك الدولة يقتضى التفرقة بين مستغلين وناهبين كبار ورأسمالية متوحشة وبين بسطاء سكنوا الجزيرة من عشرات السنين ويتطلب الاجابة عن أسئلة مهمة عن الآثار المترتبة مع غياب القانون عشرات السنين والحكمة المطلوبة فى معالجتها وعدم التمييز.
فى تحقيقات النيابة قال رئيس حى الوراق إنه لا توجد فى الجزيرة حالة ترخيص واحدة وأن الإدارة الهندسية هى المخولة بإصدار تراخيص البناء. بالطبع لا مجال لسؤال قصة فساد عمرها عشرات السنين فى المحليات لا ذنب للناس فيها ثم كم فى مصر من اراض واملاك عامة تم الاستيلاء عليها بوضع اليد.
هل يعنى هذا تبرير الفساد وعدم احترام القانون، والكارثة التى تعرضت لها الارض فى مصر من خلال قاعدة ضع يدك على ما تستطيع ان تضع يدك عليه وتعال أقنن لك ما استوليت عليه، القاعدة التى كانت وراء أغلب ما تم نهبه والاستيلاء عليه والبناء فوقه من أراض والتى كانت من أهم أسباب الثورة التى حدثت فى مايو الماضى لاسترداد أغلب ما نهب من الاراضى والتى كان من أهم توصياتها إنشاء جهاز قومى لتوحيد تبعية أراضى الدولة، ومع ذلك اعترف رئيس حى الوراق بأن جزءا من ارض الجزيرة تابع لوزارة الرى وآخر للاوقاف وثالث لهيئة الاصلاح الزراعى ليضيع دم الارض بين وزارات وهيئات أبرز صفاتها الفشل والعجز عن ادراك اهمية البعد السياسى والانسانى والاجتماعي، كما طالب الرئيس وشدد عليه، لذلك لم يخل كثير من التطبيق من أخطاء ومشكلات كان يجب الاستفادة من دروسها والسبق بالتمهيد وتواصل جميع الأجهزة المسئولة تواصلا حقيقيا مع سكان الجزيرة بدلا من محاولات الاستدراك بعد انفجار الغضب ـ كما شاهدنا حول تكوين وفد برلمانى لتقصى الحقائق ـ واين كنتم من قبل؟!! وتصريح رئيس النواب بأن البرلمان حريص على حل يرضى الجميع ودون عرض هذه الحلول أو بيان الحقيقة حول ما تكرر نشره عن مشروع لتطوير الوراق وتحويلها إلى مركز سياحى واستثمارى عالمى وان احدى الشركات الهندسية والمعمارية انتهت منه فى مارس 2013؟!
ودون طرح الاكثر اهمية وهو كيف ستحل مشكلة السكان كحق أصيل ومبدئى لهم وحتى لايستغل الحادثة كل من يريدون إشعال النار فى كل أخضر على أرض هذا الوطن.
أهمية المصارحة والشفافية ومراعاة الاستحقاقات الانسانية الداعمة للأرصدة الشعبية من ملايين المصريين ورشد وحكمة معالجة آثار عشرات السنين من الفساد والإفساد والفوضى ومن دهس بالقوانين تحت أرجل كل من يستطيع.. ومن التمييز فى تطبيقه إذا طبق وكل ماساد قبل ثورة المصريين، وكان من أهم أسباب غضبهم وخروجهم وثورتهم.. لايصح.ولايليق.. وغير المقبول أن يستمر حتى الآن.
> اليوم تحتفل مصر بالذكرى الخامسة بعد الستين لثورة 23 يوليو ابتداء تحية للرئيس جمال عبدالناصر الذى انتصر للفقراء وللمرأة وللعمال والفلاحين وكل ما يسترد لمصر مكانتها وأدوارها التاريخية.. لايستطيع أحد أن ينكر التحولات الكبرى التى أحدثتها الثورة فى تاريخ مصر الحديث، وفى تاريخ الأمة العربية، وفى إفريقيا ودول عدم الانحياز وحركات التحرر فى العالم..
> ينعقد بالإسكندرية اللقاء الرابع للرئيس مع الشباب فى مؤتمر الشباب.. أرجو أن يكون خير إعداد لنجاح المؤتمر بإعلان الافراج عن جميع المعتقلين من الشباب الذين أدينوا وحوكموا بسبب غيرتهم وغضبهم المشروع على ما اعتبروه أراضى وجزرا مصرية وتظاهروا وعبروا عن مشاعرهم فى احتجاجات سلمية، ولم يسمحوا أن يشوبها عنف أو دم.. مد جسور الثقة واحترام حق الاختلاف فى الأطر المسئولة والسماح مايدعم مشاركاتهم السياسية هى القواعد والمباديء التى تقرب وتعمق العلاقة بالشباب والانتماء والمشاركة الفعالة التى يجب أن تحققها مؤتمراتهم.
لتبقى رسالة ونداء ورجاء أحملها من كثير من الفلاحين الذين أعتز بصداقتى معهم والمتواصلة منذ كتبت عن الزراعة على صفحات الأهرام منذ سنوات طويلة وما تعرض له الفلاح والارض والتربة والمياه والحيوان والثروة الداجنة والاسماك من سياسات إهدار وتلويث!
الفلاحون الحق يطلبون أن يكون المؤتمر المقبل للفلاحين من جميع الأعمار والمحافظات ليضعوا أمام الرئيس صورة حقيقية بمعاناتهم ومشكلات الارض والزراعة والمحاصيل والثروة الحيوانية والداجنة والاسماك ـ بعيدا عن التصريحات الملونة التى تغيب الحقائق من أكثرها والتى لاتخجل مما يمتلئ به واقع الفلاح والزراعة من قصور وأزمات.