محمد حبيب
سطور الحرية .. أزمة رؤى واختيار قيادات
يشغل المجتمعات كثيرا، ويتساءلون عن الأسباب الحقيقية التى تجعل شركات ومؤسسات ومصانع كبرى، على المستوى المحلى والإقليمى والعالمى، أن تنهار فجأة ماليا واقتصاديا ومهنيا، وقد تعلن إفلاسها وتبدأ فى تسريح العمالة، وكانت مضيئة تمتلك كل مقومات النجاح والتفوق وأدوات العلم والتطوير، وأصحاب الخبرات والكفاءات؟!.
وعندما اقتربت من حقيقة ما يحدث فى عدد من هذه الصروح ، وتناقشت مع علماء وأساتذة يشهد لهم بالكفاءة والعلم فى الجامعات، والخبراء المتخصصين فى الإدارة والاقتصاد، ومنهم من تقلدوا مناصب دولية وعلمية ووزراء سابقون، اكتشفت من تحليلاتهم وقراءاتهم العلمية بشكل عام، ووفقا لتجارب سابقة طرحت أمامهم للحل، أن السبب الأكبر إدارى ويبدأ من اختيار القيادات بشكل خاطئ، والافتقاد إلى معايير جيدة تبرز الكفاءات والخبرات، بالإضافة إلى المجاملات والترضيات.
كذلك انعدام الرؤية والأهداف، وانغماس القيادات فى الأعمال التقليدية بعيدا عن التطوير الحقيقى المرتبط بالعلم، وعدم الإدراك بأنه ليس مطلوبا أن يعرف القائد كل شيء، وضعف القراءة المستقبلية وشخصية القيادات غير المؤهلة، ووضع أشخاص فى مواقع لا تناسب تخصصاتهم ومهاراتهم ودراساتهم، والانجراف نحو المكاسب الشخصية، والاستماع إلى غير المؤهلين فتحدث الفرقة والتشتت وضعف الأداء.
وعن الأزمة الاقتصادية والمالية، اتفقوا بشكل كبير على أنها نتاج لسوء الإدارة، وعدم الاعتماد على الدراسات المستقبلية والفكر والتخطيط على مراحل، والتى تغيب عن شخصية القيادات التى لا تتناسب مع نوع العمل والوظيفة، فتكون النتيجة تدهور الموقف يوما بعد يوم دون إصلاح، فيكون الانهيار.