الأهرام
ماهر مقلد
نقطة تحول .. الوطنية الزائفة
البعض يظهر بإلحاح على مواقع التواصل الاجتماعى أنه أكثر وطنية من الآخرين سواء بكتابة عبارات تمجيد أو عبارات تطعن فى الآخر وتحاول الانتقاص منه.

لم تكن الوطنية فى أى يوم هى النشاط الزائد على صفحات التواصل الاجتماعى أو الثرثرة على شاشات الفضائيات فى كل مناسبة بكلمات لا ترقى أبدا لجلال المشهد وخصوصيته.

ما يحدث يعطى انطباعا بأن من لا يشارك بالثرثرة أو الكتابة الإلحاحية على المواقع أقل درجة فى الوطنية وهذا بعيد تماما عن الصواب .

الوطنية ليست حكرا على أحد وقد يكون فى مقدمة قائمة الشرف كل مصرى يعمل فى موقعه بشرف وتجرد لمصلحة مصر، وأعلى المراتب قطعا رجال الجيش والشرطة الذين يخوضون حربا ضد أعداء الوطن من الإرهابيين فى كل موقع ومكان فى مصر المحروسة وكل عامل وصانع ومنتج ومعلم وطبيب ومهندس وكاتب ومبدع فى مجاله على أى مستوى رياضى أو فنى أو ثقافى ويخلص العمل من أجل الوطن هو نموذج الوطنية دون إدعاء

أن تكتب جملة على الفيسبوك أو تويتر ساخرا وهذا ما يفعله عدد غير قليل عمل ليس صعبا لكنه مع الوقت يتخيل كاتبها انه يؤدى رسالته تجاه الوطن ويتمادى فيها وفى حالات كثيرة يكتب ضد أو مع وفق الهوى لا عن اعتقاد وقناعة وقد يكون نموذج البعض ممن هاجموا من قبل شخصيات تاريخية وسرعان ما امتدحوها بعد رد الدولة الاعتبار لها خير شاهد على كل ذلك.

فلم يسلم من قبل الرئيس محمد نجيب من عبارات ظالمة ونفس الأمر تكرر مع الرؤساء جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسنى مبارك والقادة سعد الدين الشاذلى وغيرهم وبعد تكريم الدولة تتحول الكتابات المضادة إلى مؤيدة ولا تدرى لماذا كان الهجوم وكيف تغير فى لمح البصر ؟

هل الأمر مرتبط بكتابة التاريخ الذى لا يؤرخ كما هى الحقيقة أم أن مغازلة السلطة تكون على حساب الحقيقة؟

ربما لوتم إنشاء صفحة مهمتها رصد ما قبل وما بعد من تحولات وتظهر مدى التناقض فى المواقف لردع كل من يعتقد أنه يفعل ما يروق له دون مراعاة لسمعة وكرامة الآخر هذا الأمر سيكون طبيعيا حتى نضمن على الأقل عدم الاستمرار فى التجاوز.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف