كيف كانت صورة مصر ومنطقة الشرق الأوسط بأسرها ستبدو اليوم لو لم يمتلك الفريق أول عبد الفتاح السيسى جرأة اقتحام الخطر يوم 3 يوليو 2013 متصدرا منصة عريضة تضم كل ألوان الطيف السياسى فى مصر المعبرة عن تطلعات الملايين التى انتفضت يوم 30 يونيو؟
كانت حسابات القوى الكبرى وفى مقدمتها حسابات إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما تنتصر لإجهاض ثورة 30 يونيو والإبقاء على حكم الجماعة بدعوى احترام الشرعية لكى تظل مصر دمية يمكن تحريكها حسب الهوى الأمريكى كوطن مستسلم ومتراخ… وتلك كانت صعوبة الموقف الذى غامر السيسى بالقفز على حساباته المعقدة عندما خرج على الشعب يوم 24 يوليو طالبا الحصول على تفويض شعبى بمواجهة العنف والإرهاب المحتمل فكان له ما أراد فى الخروج الكبير يوم 26 يوليو 2013 بعشرات الملايين.
كان من رأى عبد الفتاح السيسى أن صوت الشعب لا ينبغى أن يعلو عليه أى صوت وأن بقاء الأوضاع المتردية فى مصر على حالها يبدو أمرا مستحيلا خصوصا وقد استهانت الجماعة بتحذيرات القوات المسلحة وتعاملت معها بنظرية الهروب إلى الأمام سعيا لكسب الوقت وتدبير الإطار القانونى والدستورى لعزل السيسى وكبار القادة المعاونين له فى أقرب وقت ممكن!
ربما يكون صحيحا أن الجماعة كانت قادرة على لجم فصائل الإرهاب التى زرعتها بنفسها فى سيناء لو أنها استمرت فى الحكم ولكن مصر بأسرها كانت ستصبح تحت رحمة هذه القوى الإرهابية التى ستفرض أجندتها على الدولة المصرية بعد إنجاز المخطط المرسوم لتفكيك كل مؤسسات الدولة.
ولولا لطف الله ورعايته لهذا الشعب الطيب لكانت عملية اغتيال مصر قد تمت بنجاح من خلال تجريدها من هويتها الوطنية ومثل هذا النوع من التجريد السياسى هو قمة الاغتيال الروحى والمعنوى لأى وطن يراد اختطافه والانتقال به إلى مكان بعيد وبعيد جدا عن تراثه المتراكم على طول السنين… حمدا لله وشكرا على نعمائه!
خير الكلام:
<< وقد كان وضاح الأسارير باسما.. يهب إلى العلا ولا يتبرم !