جلال دويدار
ماذا وراء جولة.. إردوغان بدول الخليج؟
كما هو متوقع فقد كان الفشل مصير جولة الوساطة في أزمة قطر التي قام بها إردوغان العثماني لمنطقة الخليج وشملت السعودية والكويت. لم تكن هناك فرصة أمام نجاح هذه الوساطة في ظل عدم حياد موقفه المؤيد لسياسات وتوجهات نظام الحكم في قطر. كل الدلائل والبراهين الموثقة تؤكد أن هذا العثماني اختار أن يتحالف مع هذا النظام الفاسد الخائن في دعمه ومساندته للإرهاب. ليس أدل علي كذبه وتدليسه من قيامه بإقامة قاعدة عسكرية تركية في قطر وارسال مأجوريه لحماية نظام تميم متوافقا في هذا التحرك مع نظام »الملالي» في ايران.
ان قرار الدول الخليجية الثلاث السعودية والإمارات والبحرين ومعها مصر ليس موجهاً إلي الشعب القطري الشقيق.. ولكنه موجه إلي حكامه الذين تنكروا لكل قيم الأخوة العربية والإسلامية. تجسد ذلك في تآمرهم وتحريضهم لعملائهم الإرهابيين المأجورين لارتكاب أفظع الجرائم ضد هذه الدول وشعوبها.. ان الدول العربية الأربع لم تظلم هؤلاء الحكام ولم تتجن عليهم ولكنهم بأعمالهم الإجرامية وسلوكهم المنحرف هم الذين ظلموا أنفسهم وبلدهم.
في هذا الشأن يثور التساؤل عما كان يمكن أن يقوله إردوغان لدول الخليج تبريرا لطلب رفع العقوبات المفروضة علي قطر. الموقف التركي كشف من خلال الدعم والمساندة للحكم القطري عدم الودية تجاه هذه الدول التي فرضت عقوباتها دفاعا عن أمنها واستقرارها في مواجهة تآمر وإرهاب هؤلاء الحكام.
عمليات التضليل والخداع التي يمارسها هذا الإردوغان تمثلت في الإيحاء بأنه صديق لهذه الدول الخليجية وانه جاهز للدفاع عنهم وحمايتهم بدافع الأخوة الإسلامية!!. لم يكن من هدف لهذه المزاعم والادعاءات سوي خدمة استراتيجيته ومصالحه التي تنبع من مصالح الإرهاب الذي يجسده انتماؤه لجماعة الإرهاب الإخواني.. هذا الانتماء ليس إلا غطاء لوهم عودة الخلافة العثمانية.
إذن وبناء علي هذه المواقف الثابتة والموثقة الداعمة والراعية للإرهاب ودهاقنته فإنه لا يخفي الهدف من وراء هذه الجولة الخليجية التي تحيط بها الريبة. كان مكشوفا ومفضوحا مواصلته لمسلسل خداعه وتضليله من أجل إيجاد مخرج لمأزق حلفائه حكام قطر الذين يهدرون أموال الشعب القطري في رعاية الإرهاب.
في اعتقادي أن فشل جولة اردوغان تحققت نتيجة أن الدول العربية وعلي ضوء خبرتها وتجاربها تنبهت إلي أهداف هذه الوساطة الإردوغانية. لم يكن من الممكن القبول بها الا علي أساس التزام حكام قطر بالمطالب الـ١٣ التي وضعتها الدول العربية الأربع لإنهاء مقاطعتها. إنها ولا جدال وضعت في اعتبارها عند تقييمها لهذه الوساطة.. الدور التخريبي الذي مارسه إردوغان ضد مصر لحساب جماعة الإخوان التي خرجت من رحمها كل التنظيمات الإرهابية في العالم العربي.. بالإضافة إلي ما قام ويقوم به في سوريا والذي لا يستهدف إنهاء حكم الأسد.. وانما يجري وراء أطماعه وتدمير وتفتيت دولة سوريا العربية.