مسعود الحناوى
اتجاهات .. النصب بجوال بصل !
فى وضح نهار أمس الأول حيث كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة ظهرا جلست داخل سيارتى أستظل تحت كوبرى 6 أكتوبر بجوار نادى السكة الحديد فى انتظار أحد الأصدقاء قبل أن تمر سيارة نصف نقل بجوارى ويطل من نافذتها رجل فى الخمسينيات من عمره مبتسما فى وجهى وهو يقول :
- إنت مش فاكرنى ؟! الحاج محمود شديد .. إلتقينا فى الحج !!
وقبل أن أجيبه نافيا نزل بسرعة من سيارته يقبلنى ويعرض المساعدة قائلا : فيه حاجه فى عربيتك ؟
قلت : لا أنا منتظر أحد أصدقائى .
فقال : معى هدية صغيرة .. إفتح شنطة العربية .. جوال بصل .. ده حيغلى بعد أسابيع قليلة !!
قلت فورا : شكرا يا حاج .. مش عايز.
فرد قائلا : على الطلاق ما هو راجع ونادى على رفيقه ليضع البصل عنوة ٍداخل سيارتى وهو يقول : حاجه كده أتاجر بها علشان مصاريف الأولاد والبيت ثم يستطرد قائلا : إدينى حاجه لله .
وبدأت أسترد بعض وعى وأنا أقول : يا حاج مش عايز بصل .. وهو يكرر فى إصرارمذهل : على الطلاق ما هو راجع .. حا تدينى حاجه لله ولا أمشى ؟!
دخلت إلى سيارتى متصنعا أننى سأخرج له بعض المال وأنا أفكر كيف أنقذ نفسى من هذا الموقف اللعين ,وأغلقت زجاج السيارة لأخرج حافظة نقودى وهو يملى النظر إلى الحافظة ,وأخرجت عشرين جنيها نظر إليها باشمئزاز وهو يقول مستنكرا عشرين جنيها !! وأنا أكرر ياحاج خذ بصلك .. قبل أن يأمر تابعه بأخذ جوال البصل ويعيده لسيارته بينما تابعه يطالبنى بإلحاح بحق المشال !!
إنها وسيلة نصب جديدة تعتمد على عنصر المباغته .. أخرجنى الله منها بسلام .. ولا أعلم أى سيناريو آخر كان الرجل قد أعده لو امتد حوارنا لأكثر من الدقيقة التى استغرقها أو ما الذى كان يحويه الجوال من ممنوعات؟!.. أردت أن أرويها كما وقعت .. حتى لا يقع أحد من القراء الأعزاء فريسة نصب بجوال بصل ..من الحاج شديد وأمثاله!!