المساء
يسرى حسان
حكاية البنت مريم !
فرحت جداً للبنت مريم. التي رغم ظروفها الصعبة. تفوقت في الثانوية العامة. وحصلت علي 99%. وقلت بارك الله فيها. وفي والديها اللذين علي باب الله واستطاعا تربيتها أحسن تربية.
أعجبتني ثقة البنت في نفسها. وفخر ها بوالدها الذي يعمل بواباً. لكني لم أنس ان مريم استثناء. ويجب الا ننسي جميعاً. يعني ليس كل من يعيش ظروفها يستطيع النجاح بتفوق. كما حدث معها. فلولا ان البنت - كما هو واضح من شخصيتها - تتمتع بقدرات خاصة. ما تمكنت من تحقيق هذا التفوق.
لم تعجبني الهوجة الإعلامية التي صاحبت نجاح مريم. ولا حتي كلام والدها الرجل الطيب. عن رفضه منحة للبنت قدمتها إحدي الجامعات الأمريكية.
الهوجة مبالغ فيها. ويمكن ان تربك البنت. لا أقول نتجاهلها. ولكن خفف عليها شوية. ونتركها لحال سبيلها تدبر أمورها بمعرفتها. ومن يريد ان يساعدها. يساعدها في السر وخلاص بعيداً عن الشوهات الإعلامية.
أما حكاية رفض منحة إحدي الجامعات الأمريكية لإن البنت تريد ان تتعلم في جامعة مصرية. وترد الجميل لبلدها. فهي في ظني مبالغات في الفراغ الجميل. ما المانع ان تقبل البنت المنحة. وتتلقي العلم علي اصوله. ثم تخدم بلدها وترد جميله من اي موقع تشغله أو تكون فيه بعد ان تتخرج في جامعتها.
عندنا نماذج كثيرة لعلماء وأطباء ومثقفين تعلموا في جامعات أجنبية وقدموا للوطن خدمات تفوق مئات أضعاف ما قدمه الذين تعلموا في جامعات مصرية. والعبرة ليست في جامعة أجنبية أو مصرية. العبرة بالشخص نفسه ومدي حبه لوطنه وانتمائه له.
في ظني ان كل هذه الهوجة حول البنت سوف تنتهي قريباً جداً. ولن يذكرها أو يتذكرها أحد بعد ذلك. وربما عانت العديد من المشاكل أثناء دراستها. إلا لو كانت هناك جهة ما. أو فاعل خير ما. قرر التكفل بالبنت حتي انتهاء دراستها. وتوفير كل شيء تحتاجه. وتوفير سكن لائق لها ولأسرتها. والمهم ان يكون ذلك كله في السر بعيداً عن "الشو" الإعلامي.. اذا كنا جادين حقا في الاهتمام بها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف