هل كان هدف إنشاء محافظة الوادي الجديد هو انشاء مدن عسكرية ـ مدينة تعج بالسكان.. تماماً كما هو الهدف من تعمير وتنمية سيناء وتهجير ثلاثة ملايين من أبناء الدلتا والنيل، إلي سيناء.. وبالطبع مع أهداف أخري تنموية؟؟ وكان ذلك من أهم أسباب انشاء الأجداد مدن الثغور، التي يرابط بها الجنود دفاعاً عن الأرض الاسلامية.. كما نجد انشاء مدينة الرباط في أقصي شمال غرب المملكة المغربية، لتواجه الأطماع الأوروبية، بالذات بعد انسحاب المسلمين من الأندلس.
وكما انشأ المسلمون مدينة الرها أمام الحدود التي تفصل بين الدولة الاسلامية وما بقي من الامبراطورية الرومانية، التي بقيت إلي أن نجح محمد الثاني «العثماني» في فتح عاصمتها القسطنطينية، وحولوا اسمها الي استانبول.. وكما أنشأ المسلمون الأوائل أيضاً مدينة الكوفة لتكون حامية لمشرق العرب..
<< أقول، انه رغم عدم وجود مخاطر تهدد أرض مصر من الغرب، الا أن مصر عندما فكرت في انشاء هذه المحافظة لتدمير كل الواحات المصرية غرب درب الأربعين وعلي امتداد حدودنا مع ليبيا.. كان هدفها أيضاً عسكرياً، إذ لا أحد يعرف ما يخفيه الزمن لمصر.. من هناك.. وكانت أمام عيوننا ما حدث من ليبيا ـ زمن السنوسيين عامي 1915 ـ 1916، إذ زحفت قوات سنوسية مدعومة من تركيا واحتلت السلوم وسيدي براني في الشمال، ثم احتلت أيضاً واحة سيوة وكل الواحات جنوبها: الداخلة والخارجة والفرافرة.. الي أن قام الجيش المصري باستعادة السلوم وسيدي براني واستعاد سيوة وباقي الواحات ما بين فبراير 1916 وفبراير 1917 باسترداد باقي الواحات الغربية.
<< ولما زادت في السنوات الأخيرة المخاطر التي تهدد نفس هذه المناطق التي تحاول قوات الارهابيين اختراقها، سواء لتدميرها أو للزحف منها الي وادي النيل زادت أهمية انشاء قواعد عسكرية للدفاع عن غرب مصر. ولم يعد يكفي أن تنطلق طائراتنا الحربية لضرب من يحاول اختراق هذه المناطق.. هنا ظهرت أهمية انشاء قاعدة عسكرية كبيرةـ في هذه المنطقة الغربيةـ وتلك عملية ضرورية للغاية.. خصوصاً مع تزايد مخططات الارهابيين ـ الدواعش وغيرهم ـ بالذات بعد هزائمهم في الموصل العراقية والرقة السورية.. وليس أمامهم الآن إلا تركيز عملياتهم ضد مصر..
<< ومنذ نزلت بالإرهابيين الدواعش وغيرهم هذه الهزائم لاحظوا أن المخطط الارهابي الآن يركز علي أن يعملوا ضد مصر من أكثر من جهة.. فهم يزيدون من عملياتهم بالجبهة الشرقية «سيناء» ويزيدون من عملياتهم بالجبهة الغربية «ليبيا».. بل لا يجب أن يمر ضرب مصر للنش الذي كان يحمل ارهابيين أمام سواحل سيناء الشمالية.. لأن هذه العملية كانت تستهدف فتح جبهة «بحرية» من الشمال.. وكأن مصر الآن كتب عليها أن تحارب في ثلاث جبهات ـ في وقت واحد ـ هل وعيتم خطورة هذا المخطط الرهيب.
<< فضلاً عن أن توسيع الارهابيين لعملياتهم يستهدف أيضاً إيقاف أو تعطيل عمليات تنمية وتعمير سيناء، من جهة، وبالتالي ذبح فكرة تهجير ملايين المصريين إلي هناك لتظل سيناء أرضاً خاوية.. وهو نفس الهدف من تحركاتهم وعملياتهم، في الصحراء الغربية، وعند هذه الواحات لتظل هذه المناطق للكر والفر والعمليات وليست مناطق للتنمية والتعمير.
<< لهذا كان البعد الاستراتيجي واضحاً من انشاء قاعدة محمد نجيب ليحمي مصر علي امتداد الساحل الشمالي الغربي من جهته.. وتحمي أيضاً حدودنا مع ليبيا.. أو ما يمكن أن يأتينا من دارفور بسبب ما فيها الآن من عمليات وغيرها.. وكل ذلك يقظة مصرية ضرورية لمواجهة مخططات الارهابيين.. والحل: مزيد من التنمية.. ومزيد من التعمير.