سناء البيسي إحدي أكبر أديبات الصحافة واللغة العربية منذ القرن الماضي منعوها من الكتابة لمدة عام كامل "12 شهراً" ثم تغيرت الظروف وتغيرت الأشخاص.. وعاد القلم إلي عشاقه.. عشاق الحرية وكلمة الحق والصدق والوطنية والحب ... ولو كان الأمر بيدي لصنعت لها تمثالاً في اتحاد الكتاب بشارع البرازيل بالزمالك وهناك حديقة واسعة.
ضربت سناء البيسي كل الأرقام القياسية في الصبر... وفي الإيمان بالله عز وجل.... لابد أن ينتصر الحق ولو طال الزمن.... محمد التابعي لم يستطع أن يبتعد عن قرائه أكثر من ثلاثة أشهر بعد أن باع مجلته "آخر ساعة" التي كان يصدرها من شقة في عمارة في ميدان الإسماعيلية "التحرير الآن".... ما أن فتحت السيدة روزاليوسف مجلتها المشهورة حتي كان أول كتابها.... بأجر!!!!.. بعد أن كان صاحب أشهر مجلة!!!!.. عباس العقاد ابتعد عن قلمه رغم أنفه فقد كان سجيناً في سجن الأجانب في ميدان المحطة لمدة ستة أشهر في قضية سب الذات الملكية.... قالوا له: اكتب!!!!.... فقال لهم: ومن ينشر!!؟؟؟.... قالوا له: مش مهم النشر.... قال قولته المشهورة: المقال ليس حبراً علي ورق.... هو خطاب مرسل للملايين.... المقال خطبة علي منبر والمستمعون بالملايين... المقال الذي لا يقرأه سوي كاتبه معناه أن الكاتب أصيب بالجنون.... المجنون فقط هو الذي يكلم نفسه ويصدق نفسه ويبعد عن الناس...
***
ما هي الصحافة؟؟
هي همزة الوصل بين الشعب والحاكم.... الشعب يقول رأيه والحاكم يشرح وجهة نظره.... ومن حق الشعب أن يعقب علي كلام الحاكم.... ومن حق الحاكم.... بل أحياناً يكون من واجبه الصمت هناك مصلحة عليا لا يريد أن يعلن عنها.... فهي من أسرار الدولة...
والصحافة "الحقيقية" هي العلاقة المباشرة بين الشعب والحاكم بلا وسيط يفسد هذه العلاقة.... الشعب يحب الحاكم فهو الذي اختاره ووقف وراءه ويطيع أوامره لقناعته بأن هذه الأوامر في صالحه إن لم يكن اليوم قطعاً غداً.... هنا.... انحياز الوسيط لأي من الطرفين: الشعب أو الحاكم.... سيغضب الطرفين معاً...
***
والصحافة هي التي تقوم بهذه المهمة.... مهمة التحام الشعب مع الحاكم.... لا تقل لي باقي وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة.... لأن هذه الوسائل إما حكومية أو قنوات وإذاعات خاصة تخضع لأصحابها الذين يريدون المكسب ولو علي حساب أي شيء!! أصحاب الإعلام الخاص مستعدون أن يبيعوا أولادهم وأحفادهم ومستقبل بلدهم من أجل قروش معدودة!!!! أما الصحفي حتي لو كان في صحيفة خاصة حريص علي قلمه وسمعته وتاريخه.... مستعد لأي تضحية مهما كانت.... والأمثلة لا حد لها..... في نفس الوقت لا توجد مهنة علي سطح الأرض كل ممارسيها من الملائكة.... ولكنهم.. إن وجدوا فهم قليلون جداً في الوسط الصحفي بالذات.... فصورة الصحفي الشريف عند الناس.... كافة الناس تساوي أكثر من مال قارون.