مازالت الإجراءات العنصرية الظالمة التي اتخذتها حكومة بنيامين نيتانياهو بحق الأقصي والفلسطينيين تقابل بالرفض والمقاومة من قبل أبناء الشعب الفلسطيني البطل، الذي امتنع عن الرضوخ للبوابات الإليكترونية التي اعتبرها تكريسا لسلطة الاحتلال ومقدمة لفرض سياسة الأمر الواقع بشكل رسمي.
وهذا يعني أن عموم الفلسطينيين لم يتخلوا عن قناعاتهم بأن المقاومة هي السبيل الوحيد لإجبار المحتل علي الامتثال للقرارات الدولية رغم الأثمان الباهظة التي يدفعونها في سبيل ذلك. وقد التحمت القيادات الفلسطينية الدينية المسيحية و المسلمة علي أبواب الأقصي دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني. وبالرغم من أن إسرائيل حكومة ومعارضة تحاول اظهار التماسك والوحدة خلف الإجراءات الإسرائيلية الظالمة، إلا أن حقيقة الأمر تقول ان حكومة نيتانياهو والمجتمع الإسرائيلي قد وقعا في شراك الغرور والغطرسة والتجبر، الذي لم يسلم منه اي نظام استعماري أو عنصري علي مدي التاريخ.ونستطيع أن نقول أن التطورات الأخيرة حول المسجد الأقصي هي بحق بداية النهاية لاحتلال عنصري غاشم ، لكن حتي تتبلور تلك الحقيقة وتتحول إلي واقع عملي فإن علي الفلسطينيين والحكومات والشعوب العربية الا يتركوا هذه اللحظة الفارقة تفلت منهم وتضيع هباء. ان ما شهدناه خلال الأيام القليلة الماضية هو شعاع أمل كبير بأن الشعب الفلسطيني لم يمت، وأن قضيته لاتزال حية حاضرة في عروق أطفال وشباب وشيوخ فلسطين، ويجب أن يكون هذا هو الحال في كل عاصمة عربية لأن الظلم الكبير الذي تعرض له أبناء الشعب الفلسطيني هو أول أسباب وعوامل عدم الاستقرار في المنطقة كلها.