الأهرام
ابراهيم سنجاب
حماس..عين على الجزائر
من المؤكد أنه لا مجال للمزايدة على التعاطف الشعبى والرسمى الجزائرى مع القضية الفلسطينية, فكراهية الجزائريين لإسرائيل هى محل دراسات فى مراكز أبحاث سياسية كثيرة حول العالم , ولكن ظهور سامى أبو زهرى، المتحدث الرسمى لحركة حماس على وسائل إعلام جزائرية قبل أيام, مؤكدا أن حماس، تقدمت بطلب للسلطات الجزائرية تطلب فيه استضافة بعض قياداتها وأنها لم تتلق ردا حتى الآن, أثار نوعا ما من الجدل وربما الفتنة بين تيارات سياسية جزائرية وربما وضع حكومتها فى حرج. مشكلة حماس أنها تريد اختصار تعاطف ودعم الشعوب العربية للقضية الفلسطينية العادلة ليكون وقفا عليها كحركة وليس لفلسطين كقضية, ثم إن القيادات التى تطالب حماس بنقلها إلى الجزائر هى نفسها التى عاشت معززة مكرمة فى دمشق وانقلبت على النظام السورى, ثم استضافتها تركيا وطردتها بتعليمات إسرائيلية غربية , ومؤخرا بعدما انتقلت إلى قطر وجدت نفسها مرة أخرى مطالبة بالخروج منها, ولم يبق أمامها إلا تونس أو الجزائر التى تسببت تصريحات أبو زهرى فى إحراجها, ودائما يظل أسوأ ما فى حماس أنها جاهزة منذ إنشائها لتنتقل من حضن إلى حضن وفقا لطبيعة الممول متنكرة لمن سبقه إن لم تعاديه أو تخونه. فى دمشق سمعت من مسئول أمنى سورى أن خالد مشعل كان يعامل كرئيس دولة وموكبه كان لا يقل تأمينا ومظهرا عن موكب الرئيس بشار, ولكنه انقلب على النظام السورى بتعليمات تركية قطرية مع نشوب الأزمة, بل وأسهم رجاله فى تدريب الإرهابيين ودعمهم بخبرات عسكرية مهمة. ومن أحد كوادر النظام العراقى الوطنى قبل الاحتلال الأمريكى سمعت منه كيف تلقت حماس دعما كبيرا من الرئيس صدام حسين شخصيا، ولكنها تنكرت له إرضاء لإيران التى لم يبق أمام حماس إلا الإقامة فيها إن هى قبلت, فهل ستتقدم حماس بطلب مماثل لإيران ؟ لننتظر ونرى .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف