عباس الطرابيلى
الشعب يسأل.. والرئيس يجيب
آلاف الرسائل، والأسئلة، وصلت إلى رئاسة الجمهورية من خلال حملة تحمل عنوان: «اسأل الرئيس» والذى تابعه كل المصريين خلال جلسات المؤتمر الرابع للشباب، فى الإسكندرية.. وشدتنى صراحة السائلين الذين كانت عندهم الشجاعة ليسألوا.. ولم يتحرج الرئيس.. وأجاب بكل صراحة.. وهذا أسلوب لم نتعوده من قبل، كثيرًا..
وأبرز ما لفت نظرى السؤال الذى طرح خلال البرنامج، ما هو البديل للبرنامج الاصلاحى ـ شديد القسوة ـ الذى يجرى تنفيذه الآن.. وكانت إجابة الرئيس «البديل.. كان صعبًا» وإذا كان السائل يستهدف معرفة رأى الرئيس وهل هناك طريق آخر للاصلاح.. أم لا.. وجاءت اجابة الرئيس مقنعة للغاية.. قال فى قطاع الكهرباء كان الكل يشكو من انقطاع الكهرباء.. فى الحياة المنزلية.. وفى المصانع.. والمزارع.. وكان اصلاح هذا صعبًا ويحتاج إلى مليارات.. وتحملت الدولة وعبرنا الأزمة.. ولكنها مازالت تحتاج المليارات لتجديد الشبكات.. فمن أين تأتى الدولة بالمال اللازم لكل ذلك.
<< وكان الشعب يعانى من انتشار فيروس سى، وكانت قوائم الانتظار تتزايد كل دقيقة.. الآن انتهت تقريبًا قوائم الانتظار فى تجربة فريدة.. أليس هذا انجازًا؟! وشبكة الطرق ـ ومشاكل السكك الحديدية والمزلقانات، وكنا نستيقظ كل صباح على كارثة انشائية فى هذا القطاع.. وبدأنا العمل ـ يقول الرئيس والحمد لله نجحنا ، ومن يتحرك الآن على كل هذه الطرق يشهد تلك الحقيقة الثابتة أمام العيون، أليس هذا انجازًا ننقذ به كثيرًا من البشر؟!
<< ورسالة من شاب أو شابة يتحدث عن انقاذ البحيرات فقال الرئيس إن بحيرة المنزلة ـ وحدها ـ تحتاج إلى 100 مليار جنيه لكى تعود نظيفة ونأكل منها أسماكًا نظيفة لا تضر الناس، والسبب هو هذا الاهمال الذى أصاب البحيرة على مدى 70 عامًا ليس فقط فى التجفيف ولكن الصرف الزراعى الذى تحول إلى صرف صحى.. وصرف صناعى.. ونحتاج مثلاً لمبلغ 40 مليار جنيه لاقامة محطات لمعالجة مياه الصرف الصحى، قبل اطلاقها فى البحيرات الشمالية.. لتعود مياه البحيرة ـ مثلاً ـ كمياه البحر المتوسط.. لنأكل سمكًا صحيًا.
<< ثم تآكل الأرض الزراعية، وهنا طلب الرئيس من القوات المسلحة تدبير رحلات جوية لعدد من شباب المؤتمر يطيرون فوق الدلتا، ليشاهدوا حجم الاعتداء على الأرض الزراعية.. وكيف تلتهم المساكن كل عام آلاف الأفدنة.. فمن أين يأكل الناس؟! وكشف الرئيس كيف انتشرت العشوائيات فى أراضى الدلتا.. من هنا تفرعت اجابة الرئيس من سؤال عما جرى فى جزيرة الوراق إلى القضية الأكبر، وهى العشوائيات التى تعيشها مصر.. ولم تعد مجرد نزاع بين الدولة ـ المعتدى على أراضيها ـ وبين الأهالى الذين بنوا مساكنهم عليها. وأن الدولة عندما تحاول استرداد أراضيها.. فانها تفعل ذلك لأن هذه الأراضى هى ملك لكل المصريين.. وتساءل الرئيس: هل تريدونها عشوائيات أم تريدون «زمالك.. جديدة» عندما قال الرئيس إن مساحة الوراق أكبر من مساحة «جزيرة الزمالك».
<< إن الصراحة التى سأل بها الشباب رئيس الجمهورية.. والصراحة والوضوح التى اجاب بهما الرئيس السيسى تجعلنا نطالب كل محطات التليفزيون بأن تعيد اذاعة هذا البرنامج، ولمرات عديدة.. وعلى كل القنوات رسمية وخاصة.. ليس فقط ليعرفوا حجم معاناة الدولة لتدبير التمويل اللازم فهذا بات معروفًا.. ولكن ليروا كل هذه الصراحة التى تحدث بها رئيس الجمهورية وبأسلوب هادئ.. بعيدًا عن أى انفعال.. أو اجابات عشوائية وبأسلوب مبسط بعيدًا عن «توهان» الأرقام والاحصائيات..
أليس ذلك أفضل من كل ما تقدمه هذه القنوات من برامج.. هايفة؟!