الجمهورية
فهمى عنبة
كلام بحب .. مؤتمرات الشباب.. وتداول المعلومات
.. من حق كل مواطن أن يعرف الحقيقة ويتوصل بسهولة إلي المعلومة الصحيحة.. فالدستور في المادة 18 أتاح حرية تداول المعلومات للجميع.. ومازال الشعب في انتظار صدور القانون الذي بدأ المجلس الأعلي للإعلام إعداد مشروعه.
لاشك أن توافر المعلومات له أهمية كبري خاصة في الظروف التي يعيشها الوطن.. ويتم تداول الشائعات علي مواقع التواصل الاجتماعي علي أنها حقائق في ظل غياب المعلومة الدقيقة وعدم وصولها للمواطنين في الوقت الذي يحتاجونها فيه.
.. ولأهمية الموضوع فقد شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي أول أمس في جلسة المشروع القومي لمنظومة المعلومات المتكاملة خلال مؤتمر الشباب الرابع بالإسكندرية وأكد أن الدولة علي استعداد لتحمل التكلفة اللازمة لهذا المشروع وخروجه إلي النور.. ومن جانبه أعلن اللواء محمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية أن امتلاك المعلومات الدقيقة الكاملة وإعادة بناء ذاكرة الدولة أهم مشروع لمصر الحديثة حيث نعاني من نقص شديد في المعلومات سواء علي مستوي المواطن أو الاقتصاد أو الجانب الإداري.
.. بصراحة تعتبر مؤتمرات الشباب الدورية بمثابة برلمان شعبي.. ومنابر للحوار بين الدولة وشبابها من جانب وبين فئات الشباب المختلفة وبعضهم.. كما أنها فرصة لعرض الافكار والمقترحات والحلول والبدائل للكثير من الازمات المزمنة وللمشاكل التي تواجه المجتمع.. وهي فرصة للمسئولين ليتعرفوا علي نبض الشارع.. وللمواطنين للحكم علي اداء الوزراء والمحافظين.. كما يجيب خلال جلساتها رئيس الدولة علي كل التساؤلات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. باختصار فان فكرة هذه المؤتمرات هي الأنجح علي كل المستويات والأفضل تنظيماً وإعداداً بين كل المؤتمرات.. واستمرارها يؤكد أن الدولة مصممة كل مصالحة شبابها والاستفادة من إمكانياتهم وقدراتهم.
يسفر كل مؤتمر عن أفكار جديدة ويصل إلي توصيات مهمة.. ويكشف عن مواهب مدفونة في كل أنحاء مصر المحروسة خاصة في قري ونجوع وكفور بحري والصعيد وكان الشاب ياسين الزغبي هو أيقونة مؤتمر الإسكندرية حيث طاف بدراجته محافظات غرب الدلتا ليجمع رسائل وشكاوي أهاليها ويعدهم بنقل همومهم ومطالبهم إلي الرئيس والحكومة.. فكان من الطبيعي أن تأتي الاستجابة فورية وستشهد الأيام القادمة تحقيق العديد من أمنيات هؤلاء الذين وثقوا في "ياسين" الذي لن تخذله "بهية" أمام أهله وناسه وستجعله يرفع رأسه عاليا لأن مبادرته أتت بثمارها وكان هناك من يقدرها ويثمن تعبه وجهده والمشقة التي واجهها في الطريق صاحب القدرات الخاصة.
استمرار مؤتمرات الشباب مهم.. فعلي الأقل يتيح الفرصة للجميع أن يلتقوا ويتحاورا ويسمعوا بعضهم ويضعوا معا الحلول للعديد من الازمات والمشاكل.. والأهم الحصول علي المعلومات التي لا يعرفها المواطن إلا من خلال عرضها في هذه اللقاءات علي الأقل لحين إقرار قانون حرية تداول المعلومات وسهولة الحصول عليها!!
قنوات الحكومة .. مفقودة ومقطوعة!!
** عكس ما يحدث في مؤتمرات الشباب.. فإن الحكومة لديها مشكلة في التواصل مع المواطنين.. ولا توجد لديها آلية للحوار مع الجماهير.. ولا تبذل جهدًا في اطلاع الشعب علي قراراتها الحيوية والمصيرية قبل إصدارها.. لذلك يفاجأ بها الناس ولا يقتنع بها لعدم وجود معلومات عن ضرورتها أو تفسيرًا لأهميتها.
للأسف.. جميع القنوات بين الحكومة والمواطن إما مفقودة أو مقطوعة تمامًا.. مما يجعل قراراتها لا تمر مرور الكرام.. ويحتار الشعب في فهمها.. حيث إنه لم يؤخذ رأيه فيها.. ولم يتم شرحها له ولا آثارها ولا ما سيعود عليه منها أو كيف يتجنب سلبياتها.. مما يجعل البعض يعتقد أنها تتسرع في اتخاذ القرارات قبل دراستها ومعرفة ردود الأفعال.. وربما يري آخرون ان هناك عدم وجود رؤية واضحة لم تنجح الحكومة في تسويق معظم قراراتها الكبري خلال العامين الأخيرين مع أن الحق قد يكون معها.. وهي تتخلي عن دورها في توضيح الحقائق وتورط الرئيس في الدفاع عنها اعتمادًا علي شعبيته.. والأمثلة كثيرة منها تحريك أسعار الطاقة وزيادة تذاكر المترو وتعويم الجنيه وقبلها قضية تيران وصنافير وأخيرًا أحداث جزيرة الوراق.. وكل ذلك اثار المواطنين لغياب المعلومات وعدم التواصل مع الجماهير.. لذلك علي الحكومة أن تراجع نفسها سريعًا وأن تمهد لأي قرار يمس مصلحة البلد أو المواطن قبل اتخاذه وليس بعد ذلك.. فالنزول إلي الشارع والالتقاء بفئات المجتمع في أماكنهم وشرح الحقائق وملابسات اتخاذ القرار ومبرراته يشعر المواطن بأنه شريك ويسهل عليه تقبل القرار.. وإلا ترسخ عنده انه دائمًا مجرد صفر علي الشمال أو "مفعول به" وأن المسئولين يتكبرون عليه ويجبرونه علي تنفيذ الأوامر!!
باختصار فرض القرارات المصيرية دون تمهيد أو إجراء حوار مجتمعي حولها بمثابة إرهاب حكومي للمواطنين!!
التجاهل يدفع البعض إلي تصديق الشائعات ويزيد من تعقيد المشاكل ويجعل الهوة تتسع بين الحكومة والأهالي.. أو علي الأقل تحول المواطن إلي متفرج لا ناقة له ولا جمل فيما يحدث في بلده ويظل سلبيًا ويعود إلي "حزب الكنبة" ويزيد اليأس والإحباط.. وأعتقد أن هذا لا تريده الحكومة.
للاسف.. فان أخذ القرار دون التمهيد له يضع وسائل الاعلام العامة والخاصة والحزبية في مأزق حتي لو كان القرار سليماً..فمن يدافع يبدو كمن يبرر ما لم يطلع عليه أو يعرف أبعاده أو يقتنع به فتضيع مصداقيته.. اما من يرفض فسينضم إلي المعارضة حتي لو كان مجرد رصد للواقع.. وهناك بالطبع من يلعب علي مشاعر الجماهيرويكتسب شعبية لا يستحقها.. ولا أدري لماذا لا تؤمن الحكومة بان الاعلام شريك مهم ويمكنه إما المساهمة في تهيئة الرأي العام اذا اقتنع بالقرار او ايجاد بدائل يتقبلها الناس أو تنبيه المسئولين إلي خطورة اتخاذه قبل فوات الأوان؟!
لا يمكن العودة إلي زمن كانت الحكومات تؤمن بانها علي حق دائما وتعرف مصلحة المواطن أكثر منه وان كافة قراراتها لحمايته وللصالح العام.. وكأنها تحتكر لنفسها الحقيقة ولا تعرف الا الصواب ولا تفكر أبداً انها علي العكس ولو من باب الخطأ أو النسيان!!
تسمح الحكومة بافعالها.. لكل من لا يريد الخير لمصر وشعبها ان يتدخل ويشعل الفتن ويبث الشائعات ويؤجج مشاعر الجماهير.. كما حدث في واقعة جزيرة الوراق التي كان يمكن تلافي أحداثها بسهولة.. لو تم التواصل مع الأهالي وتأجيل القرار لحين بحث البدائل وطمأنة كل صاحب حق وتقنين وضعه أو تعويضه أو مساعدته لانه في النهاية مسئول من الدولة والحكومة تماماً كما حدث في المناطق العشوائية الخطرة.. فالتعامل مع البسطاء لا يجب ان تكون الأولوية فيه لتنفيذ القانون بحذافيره عكس التعامل مع "الحيتان الكبار" الذين يخرقون القانون ويعتدون علي أراضي الشعب.. فالقانون والقوة الجبرية معهم تعني هيبة الدولة والحفاظ علي حقوق المواطنين.
باختصار.. الحوار والتفاهم والتواصل قبل اتخاذ اي قرار يجنبنا الكثير من المواقف "البايخة" ويقطع الطريق علي أهل الشر الذين يشيعون ان الحكومة في عداء مع مواطنيها!
لو كان هناك شخص واحد سيتضرر من أي قرار فيجب علي الحكومة أن تتمهل في إصداره.. فقديما قالوا إنه كان يتم الافراج عن 100 متهم ولا تتورط في حبس مظلوم واحد!!
طقاطيق
** يبدو أن الزمالك سيتنازل عن المركز الثاني الذي اعتاد عليه إلي غريمه التقليدي.. أصبح كل أمل "الأهلي" أن يصعد إلي دور الأربعة في البطولة العربية كصاحب أفضل مركز ثاني في المجموعات.. فالمراكز دول مثل الأيام.
** "نساء من فولاذ".. أحد الأندية التي تم اشهارها في شيكاغو بالولايات المتحدة بعد انتشار الجريمة هناك بصورة كبيرة.. ويهدف النادي لتدريب بنات حواء علي استخدام الأسلحة وإطلاق النار وإجادة التصويب للدفاع عن أنفسهن عندما يتعرضن للاعتداء أو التحرش أو للسطو المسلح.. ويقول المدربون إن السيدات والفتيات أبدين شجاعة كبيرة ويتعلمن بسرعة ويمكن للواحدة منهن إجادة "التنشين" خلال فترة أقصر من الرجال ويصبن الهدف ببراعة.. ولو كان النجم استيفان روستي حياً لقال "نشنتي يا فالحة"!!
** سبحان الله.. تعاطف الجميع مع المواطنين والسائحين الذين تواجدوا أثناء انهيار معبد بوذي في ميانمار وسقوطه في نهر إيباروادي وغرقه تماماً في مياه النهر بعد هطول أمطار غزيرة ولم يشمت المسلمون بل كانوا أول من قدم المواساة وحزنوا علي زوال هذا المقصد السياحي.. ربما تكون هذه رسالة إلي أهل ميانمار من الله بأن يرحموا مسلمي الروهينجا ويتوقفوا عن إبادتهم.. وأن يعيشوا معاً في وطن واحد ويستمعوا لصوت العقل والإنسانية.. فكلنا بشر أبناء آدم.. فهل وصلت الرسالة أم لابد من الحرب والدمار والقتل؟! عموماً الله أكبر.. فالصورة المنشورة علي المواقع لغرق المعبد توضح أن الزلازل والبراكين والسيول من جنود الخالق ولا أحد يأمن مكر الله سبحانه وتعالي.. فهل من يتعظ؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف