ناهد المنشاوى
لقطة .. بعيداً عن الشعارات البراقة شباب "يشرح القلب"
رغم كل الشكوك.. والاتهامات.. والإحباطات التي تحاصرهم شقوا طريقهم ورسموا ملامحه وأصبحت لهم رسالة.. الكلمات الرنانة تحولت علي أيديهم إلي أفعال تنطق بالحماس والأحلام البراقة تحولت بفضل مجهوداتهم إلي واقع يؤكد أنه لا يوجد مستحيل شاهدنا هذا في مؤتمر الشباب بالإسكندرية الشاب ياسين الزغبي الذي جلس بجانب الرئيس وتجول كل المحافظات ليجمع شكاوي ومطالب الناس ليقدمها للرئيس السيسي.. الفتاة أولي الثانوية العامة مريم ابنة البواب التي استطاعت أن تكتسح بتفوقها كل بنات الطبقة الوسطي والطبقة الغنية واستطاع الأب بالرغم من بساطته أن ينفق علي دراستها لتتفوق في مدرسة حكومية.. وليست مدرسة دولية أو مدرسة خاصة.
ونماذج أخري للشباب قدمتها القناة الأولي بالتليفزيون المصري ليشاهد الناس أن لدينا شباب زي الورد يكافحون ويناضلون من أجل العلم والعمل.. وليس كلهم من يرفض وظيفة بسيطة ليبدأ بها ويفضل الجلوس علي المقهي كما فعل بعض الشباب الذين انسحبوا من العمل في التعداد وفضلوا الراحة أو إنفاق الأب عليهم.
الرؤية المثالية الحكيمة لشباب مصر تنفي ما كنا نفكر فيه عندما نري دراما المسلسلات التي تصور الشباب بالطبنجة وبالعنف والبلطجة والتحرش بالفتيات أو كسب المال الحرام.
هناك شباب يؤمنون بأهداف سامية من أجل تقدم مصر ونهضتها. ولم يتوانوا عن العطاء من أجل أم الدنيا.. إنهم شباب مدمن للعطاء يحتاج لدفعة بسيطة من الكبار وتشجيع من الرؤساء والقيادات ليصلوا إلي ما هو عليهم الآن.
علينا أن ننسي تماماً بعض الشباب الذين يرفضون العمل ويجلسون من أجل كتابات ساذجة وهجومية وبعداء شديد ويحرضون كل من يعمل من أجل مصر.
والمثل أمامنا ليس في حاجة لتوضيح وهم شهداء الجيش والشرطة. وما يقولونه أبناؤهم وبناتهم بعد أن غرست فيهم الأم حب مصر والانتماء لها.
لقد اقتنع وأحب الشباب ما يفعلونه فنجحوا وتحولت كلماتهم إلي أفعال نابعة من القلب مدعمة من الوجدان.. مستندة إلي العقل والمنطق رافضة الانهزامية وكل محاولات تثبيط الهمم وكانت النتيجة رائعة وكانت حكايات النجاح التي نقلها التليفزيون المصري تثبت أنه ليس هناك مستحيل.
لا أنكر أن بعض الشباب سلبيون وأن البطالة وصلت إلي 13% وأن الشباب يرفضون أحياناً أعمالاً بسيطة ليبدأ بها ويطالبون ببداية بغرفة بمكتب مكيف. وينسي الجميع أن آباءهم وأمهاتهم ناضلوا وتصبب عرقهم وبدأوا من الصفر ليكمل الأولاد تعليمهم.. وعليهم الآن أن يعملوا بجد وبحماس من أجل مستقبلهم ومستقبل مصر أيضاً.
لقد رأيت بنفسي بعضاً من الشباب ترك السلبية وترجم الحماس لأفعال ووهب من وقته وجهده الكثير لخدمة المحتاجين وفكر في الآخرين وعمل من أجلهم بلا مقابل وكانت النتيجة آلاف من الشباب أصحاب رسالة يعملون في مجال الأيتام والمسنين ومساعدة الأسر الفقيرة.. شباب لا يبحث عن الوجاهة الاجتماعية. فمعظمهم إن لم يكن كلهم من أبناء الطبقة المتوسطة التي تعاني الكثير ولكنها تتمتع بالرضا والستر.
فليس المهم أن تكون غنياً أو ميسوراً لتخدم الفقراء أو البسطاء لكن الأهم أن تملك روح الرغبة في خدمة الآخرين فعمل الخير يحتاج لوعي وليس إلي إمكانيات.
شباب كثيرون رفضوا حصار الإنترنت وبرامج التواصل الاجتماعي والدردشة علي النت والسلبية والاستهتار ورأينا بنات يقفن علي عربات لبيع الساندوتشات بلا خجل.. وشباب اخر يصنعون الحلوي وتعلموها من السوريين المهاجرين في مصر ليقفوا في ميادين المعادي ويبيعوها بأسعار معقولة فهم يكسبون ما يكفيهم للعيش هم وأسرهم.
زمان عندما كان يعمل شاب أو فتاة أو يتفوق في دراسته كنا نقول إن الأسرة وفرت له الإمكانيات والبيت الهادي ليتفوق أو عندما نري شاب بدأ بمشروع صغير نقول والده ساعده برأس ماله الآن يحدث هذا كله بتحمل الشاب أو الشابة المسئولية ويعمل بجد ويحلمون بغد أفضل.. وأعتقد أنهم سيحققون كل ما يحلمون به بإرادة قوية وبكفاح ومعاناة والبداية من الصفر كما حدث لكثير من رجال الأعمال الكبار.