الجمهورية
رياض سيف النصر
محاولة للفهم .. هوامش علي مؤتمر الإسكندرية
¼ أكتب تلك الملاحظات السريعة قبل أن يصدر المؤتمر الرابع للشباب قراراته. وأتمني أن تشمل الإعلان عن مواصلة لجنة بحث حالات المسجونين من الشباب الذين لم يرتكبوا جرائم عنف.. أعمالها. حتي تسد الطريق علي المشككين الذين يروجون. ان الدولة لم تعد تهتم بقرارات اللجنة. وانها اكتفت بالذين تم الافراج عنهم.
والحقيقة ان القرار الذي اتخذه الرئيس عبدالفتاح السيسي. بتشكيل اللجنة.. التي قامت بالفعل بدراسة العديد من الحالات تم الافراج عنها. يعتبر من أهم القرارات التي اتخذت علي الاطلاق. لأنها أعادت الشباب إلي أحضان الوطن. وسدت الطريق علي دعاة الفتنة الذين حاولوا إحداث الوقيعة بين الشباب الذي فجر ثورتي يناير ويونيو. وبين قائد المسيرة.
¼ حدد الرئيس موقفه من الترشح بصراحة مطلقة.. وفي رسالة واضحة لمؤيديه.. ومعارضيه. أعلن انه لن يستمر لحظة واحدة في الحكم دون رغبة الشعب. وطالب المصريين بأن ينزلوا ويختاروا رئيسهم في الانتخابات القادمة. "لأنكم بتحددوا مصير بلدكم".
الرسالة الواضحة للمعارضين. ان الرئيس ليس متمسكًا بالحكم. ولم يسع اليه. وانما جاء استجابة لإرادة شعبية واسعة.
والرسالة للمؤيدين.. توقفوا عن الإساءة إلي كل من يرغب في التقدم للترشح للانتخابات الرئاسية القادمة. لأن هذا الهجوم ليس في صالح مصر.. ولا يرضاه الرئيس. الذي يأمل خوض انتخابات نزيهة. وأن يثبت للأعداء قبل الأصدقاء.. ان الشعب يقدر دوره الشجاع في قيادة المسيرة وتخليصه من حكم الجماعة. الذي كاد يعيد مصر إلي القرون الوسطي.
¼ ان تصل نسبة الشباب المشارك لأول مرة في مؤتمر الإسكندرية إلي 60% من الحاضرين. فهذا يعني ان قاعدة المشاركة تتسع. لتضم وجوهًا جديدة.. ولا تنحصر في مجموعات محددة ترضي عنها الحكومة. وقد كشف الحوار الصريح سواء في الجلسات الرئيسية. أو المتخصصة. تعدد الرؤي التي تقود إلي تحقيق الصالح العام. وطالما استفاد الوزراء بتلك الملاحظات. دون حساسية.
¼ جاءت مشكلة الزيادة السكانية. بما تستحق من اهتمام. وقد أشار الرئيس إلي انها لا تقل خطورة عن الإرهاب. ويعتقد البعض انها أخطر من الإرهاب لأنها تستنفد موارد البلاد. وتقلل من فرص العمل. وتحول دون توفير الخدمات سواء التعليمية أو الصحية. ومازالت الحكومات المتعاقبة عاجزة عن مواجهة الزيادة السكانية. واكتفت بوسائل تنظيم النسل التي لا تتوفر في أحيان كثيرة.. المشكلة أعقد من ذلك بكثير. وتتطلب مواجهة أكثر جدية تبدأ من التعليم والثقافة ولا تنتهي عند اصدار القوانين. ولا يجب أن تلقي تلك المهمة علي عاتق وزارات الدولة. انما يجب أن تشارك الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني. في توعية المواطنين بخطورة المشكلة السكانية.. التي يعتبرها البعض أخطر من الإرهاب.
¼ توفر تلك المؤتمرات فرصاً جيدة للتواصل بين الدولة بأجهزتها المتعددة والمواطنين. وقد ثبت انها نجحت في أداء هذا الدور.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف