الوفد
على البحراوى
التحليل الهابط!!
أزمات كثيرة تتسبب فيها برامج التحليل الكروى التى تتفنن فى تفجير المشاكل داخل الاندية ومجالس الإدارات وتؤثر تاثيراً سلبياً فى اللاعبين الذين يتابعون- للأسف- ما يقوله عنهم عباقرة التحليل الذين يتحدث بعضهم بطريقة نظرية بحتة لا تمت للواقع بصلة، والبعض الآخر ليس لديهم الا مجموعة من الجمل المحفوظة عن (التمركز والضغط والاستحواذ والصندوق ومنطقة المناورات)، وعندما يتولون مهمة تدريب اى فريق يفشلون فشلا ذريعا ولا يطبقون شيئاً مما يقولونه داخل استديوهات التحليل.
والملاحظ فى الفترة الاخيرة ان بعض هؤلاء المحللين اصبحوا يستخدمون هذه الاستديوهات لتصفية الحسابات، وتحولت الى سبوبة وأكل عيش ومنظرة على المدربين واللاعبين ومجالس الادارات، وهناك علامات استفهام وتعجب على اختيار القنوات لبعض الاسماء التى لا يهمها إلا التقطيع فى خلق الله!
وكشفت مباراتا الأهلى مع الفيصلى الأردنى والزمالك مع الفتح المغربى فى البطولة العربية عن الوجه القبيح للتحليل الكروى، والمؤكد أن قطبى الكرة المصرية قدم كل منهما مباراة متواضعة ولا تليق أبداً باسم الأهلى والزمالك.. والمحصلة خسارة للأهلى بهدف تجمعت وتجسدت فيه كل الأخطاء والخطايا التى يمكن أن يرتكبها مدافع وحارس مرمى، والكلام هنا عن محمد نجيب ومحمد الشناوى، وهما السبب الرئيسى فى خسارة الأهلى من الفيصلى.
ورغم خسارة الأهلى إلا أننا فوجئنا بأحد الاستديوهات التحليلية تؤكد انه سيعود ويفوز بل سيصل للنهائى.. وأن الاهلى قادر على تخطى هذه الكبوة وانه الأفضل بين الفرق التى تضمها مجموعته.. وتحول التحليل الى اشادة ورفع للمعنويات.
والعكس تماماً فى مباراة الزمالك والفتح المغربى، ورغم تسليمنا بأن الاداء جاء ايضا متواضعا وليس اقل سوءًا من الأهلى، إلا أن الإيجابيات لم يذكرها أحد، منها أن الزمالك حول خسارته بهدف إلى تقدم بهدفين قبل أن يتعادل الفريق المغربى قبل نهاية اللقاء، كما ان الهدف الثانى الرائع الذى سجله شيكابالا كان فى حاجة للإشادة به وتحليله أكثر من ذلك لأنه بالفعل هدف عالمى لم يسجله أى من جهابذة التحليل الذين كان كل همهم التقطيع فى فريق الزمالك وكأنه (تار بايت) بينهم وبين ناديهم صاحب الفضل عليهم الذى صنع نجوميتهم ووضعهم فى دائرة الأضواء والشهرة حتى بعد اعتزالهم، والعكس تماماً فى لقاء الأهلى المهزوم فقد اشاد به المحللون واعتبروها كبوة جواد قادر على تخطيها، وكأنه خط محدد مرسوم لأبناء الأهلى لا يمكن ان يحيدوا عنه!
التحليل يجب أن يكون موضوعياً بعيداً عن الحسابات الخاصة والمصالح الشخصية والتنظير والتقطيع والتلميح والتلميع والتوبيخ والتلطيخ وتصيد الأخطاء، أو لا داعى له على الإطلاق حتى لا تتحول مباريات الكرة التى هدفها المتعة إلى معارك كلامية وحوارات هابطة تدخل كل بيت، وتهبط بالذوق العام على طريقة عبده موته!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف