المساء
مؤمن الهباء
انتصار المقاومة
انتصرت إرادة المقاومة الفلسطينية في معركة القدس. أزالت إسرائيل الأبواب الالكترونية من علي بوابات المسجد الأقصي بقرار من حكومة الإرهابي نتنياهو. ولم يعد الدخول أو الخروج من المسجد عبر هذه الأبواب التي رفضها الفلسطينيون منذ اللحظة الأولي لتركيبها واصروا علي إزالتها حتي لا تتحكم في حركة دخولهم وخروجهم من الحرم الشريف الذي هو بيت الله وليس بيت نتنياهو.
انتصار صغير لكنه كبير جدا في مغزاه اذ يقول بأعلي صوت إن إرادة الشعب الفلسطيني لن تقهر ولن تنكسر. هو شعب الجبارين فعلا الذي سيتصدي ويقاوم. يسقط شهداء جدد وتخرج قيادات جديدة من رحم المواجهة. فما دام هناك احتلال لابد ان تكون هناك مقاومة.
المقاومة حق مشروع لكل من احتلت ارضه واخرج من دياره. حق مشروع دينيا "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله علي نصرهم لقدير". وحق مشروع بحكم القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. ولعل اسوأ ما نراه اليوم من تضليل العصابات الصهيونية يتمثل في الخلط بين المقاومة والإرهاب. والزعم بأن إسرائيل الإرهابية تحارب الإرهاب.
لقد احتلت إسرائيل في يونيو 1967 الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة. وهي الأراضي الفلسطينية التي لم تستطع السيطرة عليها في حرب 1948. وبعد خمسين عاما لم تنجح إسرائيل في القضاء علي المشروع الوطني الفلسطيني رغم كل الانتكاسات والاحباطات التي مرت علي الشعب الفلسطيني وعمقه العربي الممزق. والتي أوعزت لواشنطن وتل أبيب بأن النهاية اقتربت ولحظة الحسم باتت وشيكة سواء فيما يتعلق بالسيطرة علي القدس القديمة والمسجد الأقصي تمهيداً لهدمه وبناء الهيكل المزعوم أو نقل السفارة الأمريكية إلي القدس. ولكن المقاومة الفلسطينية بالصدور العارية - المقاومة وحدها - المتمثلة في صمود جماهير المصلين وحراس الأقصي غيرت المعادلة بالكامل وفرضت رفع بوابات السجان اليهودي.
كتب آلان جريش مقالا مطولا بعنوان "فلسطين .. مقاومة رغم الاحتلال" في النسخة العربية لصحيفة "لوموند ديبلوماتيك" الملحقة بالأهرام في 3 يونيو الماضي قال فيه إنه في أواخر شهر ابريل 2017 انشأ عدد من النواب الجمهوريين بالكونجرس الأمريكي مجموعة تدعي "نصر إسرائيل" وقال هؤلاء: "نعتقد ان إسرائيل هي المنتصرة في الحرب ولابد للفلسطينيين والعرب الاعتراف بهذه الحقيقة إذا كنا نريد تحقيق السلام بين إسرائيل وجيرانها. ويجب علي إسرائيل ان تفرض شروطها وإرادتها علي العدو المهزوم" وكنوع من الرد علي ذلك بدأ مئات السجناء الفلسطينيين إضرابا عن الطعام تلبية لنداء اشهرهم. مروان البرغوثي. كانت هذه طريقتهم في الإعلان بصوت عال وقوي عن استمرار المقاومة وان أوهام إحباطهم سوف تتبدد مرة أخري. لأنها ليست المرة الأولي التي تتوهم فيها إسرائيل وحلفاؤها استسلام أو حتي اختفاء الفلسطينيين.
في جميع انحاء العالم يري الملايين من الناس أنفسهم في النضال الفلسطيني. فهو يشير الي ثورتهم الخاصة ضد الظلم والتمييز ومن أجل المساواة في الحقوق علي الرغم من انه قد يبدو أبعد مايكون عن النصر الكبير حالياً.
لقد كان وعد بلفور المشئوم عام 1917 الذي اعطي فلسطين للصهاينة هو الشرارة التي أطلقت قرنا طويلا من عدم الاستقرار والحروب والضغائن والأحقاد. والرهان علي إحباط الشعب الفلسطيني لن يحل المشكلة ولن يجلب السلام والأمن للشعب اليهودي. طالما استمر الاحتلال لن يكون هناك سلام أو استقرار في الشرق الأوسط.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف