جلال دويدار
الزيادة السكانية والإرهاب خطران يهددان المسيرة
لم يتجاوز الرئيس السيسي الحقيقة عندما قال لشباب مصر في مؤتمر الاسكندرية بسجيته وصراحته المعهودة.. إن الزيادة السكانية والإرهاب هما أخطر ما يهدد مستقبل وأمن الدولة المصرية.
ليس خافيا علي أحد أن الانفلات السكاني والذي أصبح يتجاوز بشكل كبير إمكانات مصر في كل المجالات يمثل خطرا داهما علي التنمية والاستقرار الاقتصادي وما يرتبط به من استقرار اجتماعي. إن تواصله وارتفاع معدلاته يعود إلي الجهل وغياب الوعي وقصور التوعية وما يبثه البعض من سموم دعوية لا تتفق مع أي قيم ولا مع العقل والمنطق والصالح الوطني.
لا جدال وعلي ضوء إثارة الرئيس لهذه القضية ان الحكومة لا تقوم بواجباتها ومسئولياتها في التخطيط السليم القائم علي التعامل مع القضايا والمشاكل وفقا لخطورتها وأهميتها. كان من نتيجة ذلك ارتفاع معدلات الزيادة السكانية الي ما يزيد علي ٢٪ سنويا بعد ان كان قد وصل الي 1.2٪ قبل عقدين من الزمن.
جري ذلك عندما تنبهت الدولة والحكومة الي خطورة هذا الانفلات وأن استمراره يؤدي الي انخفاض مستوي المعيشة وزيادة نسب الفقر في أوساط الشعب المصري. ان استيعابها لهذا الخطر دفعها الي تبني وسائل توعية واسعة كانت محصلتها انخفاض المعدلات الي المستوي الذي يحد من التزايد السكاني وهو ما يتمثل في انخفاض المواليد. للأسف فإن هذا الاهتمام توقف تماما نتيجة الاهتمام بغير أمور ومشاكل الدولة المصرية.
كم أرجو أن تكون إشارة السيسي لهذه المشكلة إيذانا بعودة هذا الاهتمام الذي يجب أن يأخذ بعدا جديدا من التطوير والتحديث بمشاركة كل مؤسسات الدولة الدينية والتعليمية والاعلامية.
المطلوب هو إعلام وتوعية الشعب بأهمية وحتمية ترشيد »الخلفة» باعتباره أمرا ضروريا لصالح المواطن والوطن علي السواء. انه في نفس الوقت لصالح الشعب والأسرة. من المؤكد ان الانفاق علي اثنين من الابناء أو علي عدد اقل من الافراد يضمن توفير كل سبل الحياة الي جانب التخفيف من الاعباء التي يجب أن تتحملها الدولة والأسرة.
أما فيما يتعلق بخطر الارهاب فقد أصبح معلوما للجميع أن هدفه وقف مسيرة الدولة المصرية وترسيخ تخلفها. أصبح واضحا وجليا أن هذا الخطر الذي يتكفل رجال قواتنا المسلحة والشرطة بالتصدي له ليس نتاج جماعة الاخوان التي قامت قيادتها علي المتاجرة بالدين لخداع وتضليل الشعب المصري وكل الشعوب العربية. كل الدلائل والبراهين الي جانب تحالفاتها المشبوهة تؤكد أن تآمر القوي الخارجية كان وراء تأسيس هذا الكيان من خلال الاستعمار البريطاني عام 1928.
الحقيقة وعلي ضوءالضربات التي وجهتها وتوجهها القوات المسلحة والشرطة إلي بؤر هذا الارهاب المتنكر لوطنه وأصبح عاملا لتشويه الدين الذي يزعم انتماءه اليه.. فإن تصفيته ونهايته أصبحت قريبة. إن وقوف الشعب ودعمه لما تقوم به هذه القوات يمثل العنصر الفاعل والمساند لسرعة اتمام هذه المهمة الوطنية.
ان التطورات علي الساحة العربية والاقليمية والدولية أصبحت تؤكد أن مصر كانت صادقة وأمينة في موقفها من هذا الارهاب الذي تتبناه جماعة الاخوان. تجسد هذا الموقف في ثورة الشعب يوم 30 يونيو 2013. نجحت هذه الثورة في إنقاذ مصر بشلح الجماعة الارهابية التي سطت علي الحكم بمساعدة العملاء والانتهازيين والقوي الخارجية المتربصة.
من المؤكد ان نجاحنا في حسم هاتين القضيتين سوف يفتح الطريق أمامنا نحو تحقيق الآمال والطموحات وصولا للتقدم والازدهار.