في يوم 17 يوليو 2016 أعلن رئيس الوزراء شريف إسماعيل ترشيح مصر للدكتورة مشيرة خطاب مديرا عاما لليونسكو بعد أن اجتمعت لجنة من جميع الوزارات المعنية للاتفاق علي أكفأ شخصية جديرة بتولي المنصب الرفيع.. ومنذ ذلك التاريخ فإن الدبلوماسية المصرية لم تدخر جهدا لتحقيق هذا الهدف وقال مؤخرا السيد وزير الخارجية سامح شكري ان منظمة اليونسكو تحظي باهتمام مصر وانها تعول علي نجاح المرشحة المصرية التي تتمتع بامكانات هائلة وأثني علي المناظرة التي قامت بها أمام المجلس التنفيذي لليونسكو في 16 ابريل الماضي حيث كانت هي الأفضل والأكثر توفيقا علي جميع المرشحين والمرشحات علي نحو شهد به الجميع.
علي صعيد آخر ضاعفت الدبلوماسية المصرية نشاطها منذ أيام قليلة في باريس علي الصعيد الثنائي وعلي صعيد مندوبي اليونسكو لدعم المرشحة المصرية بفضل ديناميكية وترتيبات سفير مصر بباريس ومندوبها الدائم لدى اليونسكو السفير إيهاب بدوي وهو تحرك علي مستوي عال يعكس ثبات الموقف المصري وبالذات ان الدور علي المجموعة العربية وان أوروبا احتلت إدارة المنظمة ست مرات ومن بينها فرنسا علي مدي خمسة عشر عاما في حين ان بعض المناطق الجغرافية تولتها مدة واحدة أما العالم العربي فوضعت المعوقات أمامه لثلاثة أرباع قرن!
ويقول وزير الخارجية السابق محمد العرابى إنه منذ اطلاق الترشيحات فان أربع دول عربية قد اقترحت مرشحيها تاركة للمجلس التنفيذي اختيار الشخصية العربية المناسبة وكان هذا يعود إلي أن التوجه العام كان نحو تولي مرشح عربي للمنصب حيث أسهم العالم العربي في انشاء اليونسكو، كما ان حضارته وثقافته راسخة في التاريخ ولكن للأسف فان تعدد المرشحين العرب آثار شهية دول أخري للتقدم من بينها الصين وفرنسا التي تستضيف علي أرضها اليونسكو، بعد أن قام الرئيس السابق فرنسوا اولاند بتقديم مرشحة فرنسية قبيل غلق باب الترشيح.
واليوم تحتدم المنافسة بين ثلاثة مرشحين الصيني والفرنسية التي لم يكن عليها إجماع من الأوساط السياسية الفرنسية وفرضها اولاند علي الخارجية.. والمصرية مشيرة خطاب التي تتمتع بفرص كثيرة بعد أن اقتربت نحو نهاية الجزء الفني لحملتها وسوف يتبقي الجزء السياسي الذي تبذل فيه مصر والدبلوماسية المصرية عبقريتها الحثيثة والعاقلة والمتوازنة.
وبرغم التحديات سوف تحشد مصر ان شاء الله رأيا عاما عربيا لصالحها وبالذات ان المملكة العربية السعودية والبحرين أعلنتا تأييدهما للمرشحة المصرية وسوف تتوالي المواقف العربية الداعمة.. وتستمر مصر في جهودها للحصول علي موقف عربي مساند وموحد مروجة فقط لكفاءة مرشحتها التي تبذل مجهودا خارقا في جولاتها حول العالم متمسكة بآرائها الحضارية وازاء قضايا اليونسكو.
ولاشك أن قرار د. مصطفي الفقي بإصدار بيان دولي من قبل مكتبة الإسكندرية يدعم المرشحة المصرية يعبر عن أن مصر مصدر الارهاصات الثقافية الفريدة علي مدى التاريخ . وبرغم الظروف الخاصة بانتخابات اليونسكو والضغوط السياسية التي تفرض عليها واهتمام بعض الدول بمصالحها بدلا من الالتزام بمعايير الكفاءة والديناميكية والخبرة وحقوق المجموعة العربية فإن فرص المرشحة المصرية تزداد ومع ذلك سوف تكون هذه الانتخابات في غاية القسوة في ظل جو من عدم التوافق الدولي والاقليمي والوضع المالي السيىء لليونسكو والمؤامرات والدسائس التي تنسج وسوف تظل مصر ومرشحتها دائما شامخة.. وقوية.. مقدمة وقادمة.