الجمهورية
شكرى القاضى
الكتابة علي صفيح ساخن
** أعترف اني أعاني صعوبة شديدة في استخدام القلم. فالكتابة ليست رفاهية وعندما نتأمل في حديقة الكتاب سوف نكتشف من الوهلة الأولي اننا أمام نوعين من الكتاب أولهما تستمتع بقراءته حتي ولو اختلفت مع آرائه وتوجهاته والثاني وهو أكثر تأثيراً يهتم بالمضمون ويتمسك بثوابت وطنية وتاريخية لا يحيد عنها وان غابت المتعة عن سطوره وهناك نوع ثالث قليل ونادر في حديقة الكتاب يجمع بين المتعة والمضمون لكنه يمثل اشكالية لأي مسئول عن النشر في شارع الصحافة وان كانت مقالاته تعرف طريقها للنشر عبر الصحف الخاصة أو البوابات الالكترونية وقد فكرت ملياً في تحرير باب اسبوعي يتناول مقتطفات من تلك النوعية المميزة من أصحاب الأقلام الذين تختلف معهم ولا تملك سوي احترامهم فهم من عشاق الوطن لا ريب لكني كما ذكرت في البداية لم أستطع كسر حاجز التردد في تناول القلم وان كنت حريصاً علي توجيه التهنئة للقيادات الصحفية الجديدة بدار التحرير للطبع والنشر وفي المقدمة منهم الكاتب الصحفي المحترم الأستاذ سعد سليم رئيس مجلس الإدارة الذي جمع بين التفوق العلمي والتفوق المهني في آن فقد كان أول دفعة الصحافة بآداب الزقازيق بمنتصف الثمانينيات قبل أن يبدأ مسيرته الصحفية الثرية مخرجا صحفيا شديد التميز وأمينا عاما لمجلس الإدارة يعرف كل كبيرة وصغيرة عن المؤسسة ويمتلك الرغبة والإرادة في انتشال دار التحرير من عثرتها الاقتصادية بإذن الله. كما أشد علي يدي الكاتب الصحفي الشاب عبدالرازق توفيق رئيس تحرير "الجمهورية" الجديد وأزعم انه يصر علي كتابة تاريخه الصحفي الحقيقي من خلال تصور شامل لإعادة هيكلة الجريدة والدفع بها إلي مكانها التاريخي والمستحق علي خريطة الصحافة المصرية وفقه الله.
** تسعة أسابيع لم أكتب خلالها مقالي الأسبوعي واكتفيت بممارسة هوايتي في الكتابة من خلال يومياتي وهي عادة أحرص عليها منذ التحاقي بالمرحلة الإعدادية منذ حوالي نصف قرن تقريباً وان كانت كتابة اليوميات في بعض الأحيان تبدو أشد صعوبة من المقال العام فقد اضطر أحيانا للكتابة عبر خرم ابرة لأنها وان كانت مذكرات خاصة لكنها متاحة لجميع أفراد أسرتي وأتذكر ان آخر مقال أرسلته للجريدة نشر يوم السادس والعشرين من مايو الماضي تحت عنوان "ليس دفاعا عن قائد عظيم" حيث تصديت لصاحب الفكر الهدام الذي استهدف القائد العربي العظيم صلاح الدين الأيوبي وبالأمس القريب احتفلت مصر بالذكري الخامسة والستين لثورة يوليو المجيدة عام 1952 وكم أزعجني استمرار حملات التشويه التي يتعرض لها الزعيم الراحل والتي تستهدف في الأساس تقويض ثورة يوليو من مضمونها.
ـ وواقع الحال ان خصوم يوليو من كافة الفصائل والتيارات السياسية الذين مازالوا يتحسرون علي مصر الملكية يسيرون عكس اتجاه التاريخ ويسبحون في بحر الأوهام فمثل تلك المحاولات التي تستند إلي سيناريوهات خبيثة وتستهدف الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وهدم مشروعه القومي لا تستهدف تشويه ثورة يوليو فحسب بل تستهدف اسقاط وطن عظيم بحجم مصر ولكن هيهات فالتاريخ لا يخضع للأهواء ولا يبني علي التصريحات.. التاريخ يعترف فقط بصناعه من تلك النوعية الفذة من الرجال الذين ينتصرون لشعوبهم وفي مقدمة أولئك الرجال الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر "1918 - 1970" فقد أدي الرجل دوره التاريخي علي أكمل وجه.. له ماله وعليه ما عليه..!
** آخر الكلام:
إن كانت مصر الناصرية قد تعرضت لهزيمة عسكرية منكرة في الخامس من يونيو عام 1967 فقد استطاع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر تداركها بسرعة وتحدي المستحيل خلال ثلاث سنوات كان يسابق فيها الزمن لإعادة بناء الجيش المصري علي أحدث النظم العسكرية حيث خاض حرب الاستنزاف وهي واحدة من أعظم حروب المصريين في تاريخهم المعاصر وبفضلها استطاع خير أجناد الأرض عبور الهزيمة والثأر لكرامة المصريين في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 فالأمم العظيمة لا تبني حضارتها بالسلم بل بالحرب وقد خاض عبدالناصر الحرب تلو الأخري انتصر وانكسر ونهض من جديد حتي صعدت روحه إلي بارئها في الثانية والخمسين من عمره.. رحمك الله يا عبدالناصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف