الجمهورية
ليلى حسنى
حلاوة الدنيا "2"
يستطيع الإنسان التغلب علي مصاعب الحياة إذا ما وجد مساندة من حوله حتي ولو كانت مجرد كلمات تشد من أزره. لكن المريض يحتاج إلي أكثر من الكلمات خاصة إذا ما كان مرضه خطيرا. كالمال إذا لم يكن قادرا علي تكلفة العلاج. أو مرافقته إلي معامل التحاليل والمستشفيات حال بدايته مراحل العلاج. وينتظر هذه المؤازرة من الآباء والأمهات والأخوات ويكون الأصدقاء هم الأكثر قربا له. لأنهم الذين يمكن البوح لهم بالمخاوف والآلام مما لا يستطيع البوح بها لوالديه حتي لا يحملهما ألم الأسي علي حاله. وهذا ما حدث من أمينة بطلة مسلسل "حلاوة الدنيا" التي صرحت أولا لصديقتها "سارة" - حنان مطاوع - بإصابتها باللوكيميا قبل أن تخبر والدتها وجدتها وشقيقتها الصغري. كما صحبتها معها في رحلتها إلي الإسكندرية حين رغبت في التعرف علي شقيقتها من أبيها "شهد" - نهي عابدين - وزوجة والدها "عايدة رياض" وتلقت معها سوء معاملة شهد لهما. أما الذين التقت بهم أمينة - هند صبري - بعد ذلك فكانوا زملاء المرض في المستشفي حيث ربطت بينهم صداقة نبعت من المشاركة في الألم والمصير. فكانت لقاءاتها معهم هي وقود الأمل الذي ملأ مشاعرها نورا ودفئا. وكانوا جميعا محتاجين إليه ليواصلوا رحلة العلاج المؤلمة ليتم لهم الشفاء أو يرحلوا عن الدنيا ويتركوا لأصدقائهم أجمل الذكريات. ومن هذه الصحبة كان تعارف أمينة علي سليم - ظافر العابدين - التي تحولت صداقتها معه إلي حب ثم الزواج بعد أن أجري العملية الثانية في المخ وأصيب بالشلل وتلعثم الكلام. فظلت بجانبه تدفعه إلي طريق الشفاء ولكن تعترض حياتهما مشكلة عقم أمينة والأبن غير الشرعي لسليم. وقد كان يمكن إغفال هذه المشكلة لتسير أحداث المسلسل بشكل أكثر منطقية. فالإنسان يجب أن يحيا راضيا بما قدره الله له خاصة إذا كان مصابا بهذا المرض الخطير الذي قد لا يترك له أي وقت ليكمل حياته علي ظهر الدنيا لا أن يترك من بعده طفلا يتيم الأم. كما أن إنجاب سليم للطفل "يحيي" من علاقة غير شرعية لم يكن هو الحل الأمثل لتحقيق الأمومة لأمينة لأننا بهذا نقر بأن علاقات الشباب غير الشرعية المحرمة أصبحت شيئاً عاديا في حياتنا ولا يري فيه الأهل أي إثم.
أما علاقة - عالية - الأخت الصغري - الوجه الجديد سلمي أبوضيف مع - حسن - الممثل أحمد حاتم - فقد كانت سلمي علي مستوي الإحساس بالشخصية ومشاعرها في كل الأحوال الحزينة والمرحة ولكن غير المبرر كانت ردود أفعال حسن علي تصرفاتها التلقائية المرحة بهذه العصبية المفرطة والعنف.
وقد كان المسلسل مباراة في تدفق المشاعر الإنسانية من الممثلين تجاه المواقف المتنوعة بين الحزن والفرح والمساندة للأبنة المريضة. فنجحوا جميعا في إسعاد المشاهدين وأجادوا أدوارهم "رجاء الجداوي - أنوشكا - مصطفي فهمي - هاني عادل - نهي عابدين - حنان مطاوع - ماجدة منير" وغيرهم ممن شارك في هذا المسلسل الاجتماعي الإنساني. وأتمني أن تعتمد مؤلفتاه في أعمالهما القادمة علي الواقع المصري بدلا من تمصير المسلسلات الأجنبية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف