الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
يا عاصمة.. مش مستعجلين!!
هل عندنا هنا في القاهرة أو في أي مدينة أخري متحف شمع أو حديقة الخالدين؟ اذكر ان عندنا الاثنين سماعي ولست متأكدا ولكن عدم ذكر اسميهما حتي في الأعياد والاجازات ورحلات المدارس بل لم تذكر وسيلة اعلام واحدة منذ سنوات طويلة أي شيء عنهما.. ولا حتي بالشكوي من اهمالهما كما يحدث في كثير من آثار وتراث مصر الآن.. كل هذا ولد الشك في وجودهما أصلا.
تذكرت متحف الشمع وحديقة الخالدين بمناسبة الكلام طوال هذا الاسبوع عن اللفتة الكريمة باطلاق اسم أول رئيس جمهورية علي أكبر واعظم وأقوي قاعدة عسكرية متكاملة والكلام عن ضرورة تخليد أسماء كل من له بصمة في تاريخ مصر.. وهنا ألفت نظر بناة العاصمة الجديدة إلي اقامة متحف شمع وحديقة للخالدين في العاصمة الجديدة حتي لو كانت هناك بقايا مهملة لهذين صرحين.. ممكن الاستفادة من الموجود بعد بناء متحف شمع وحديقة خالدين جديدتين تليقان باسم وتاريخ مصر الطويل العريق.
***
أريد ان ألفت نظر القائمين علي بناء العاصمة الآن.. لوضعهما في الخريطة ومازالت المساحات الخالية شاسعة وممكن اضافة مساحات أخري من خارج الرسم الحالي وممكن ان تكون ضاحية مستقلة نسميها الضاحية الاثرية ونضم إليها المتحف القديم الموجود في ميدان التحرير بنفس الرسم العبقري للبناء مع كل ما فيه بنفس الترتيب.
يقال ان الذي بني متحف التحرير العالم الأثري الأول في التاريخ واسمه ميريت ويقال ايضا بأنه تم دفنه في المتحف حتي الآن بل يقال ان اسم ماسبيرو لم يأت من فراغ فهو اسم من دفن استاذه ميريت ثم اكمال المسيرة منذ كان عمره ثماني سنوات.
القاهرة لم تعد تحتمل المزيد من المباني والضواحي لذا أردت ان ألفت نظر المسئولين عن العاصمة الجديدة لاعادة كتابة تاريخ مصر منذ نحتها علي الجدران إلي نحتها علي شكل برونز أو شمع مصحوبة بصورة البطل أو العالم أو الحاكم المتوفي.
***
قد لا يلحق جيلنا ولا بعض الأجيال الأصغر منا سنا بالعاصمة الجديدة وعودة القاهرة 30 مرة أخري.. لذا نحن "مش مستعجلين".. العاصمة الجديدة هي العاصمة الأبدية لذا يجب ان يدلي كل صاحب خبرة أو دراسة برأيه.. عندما بنت نيجيريا عاصمتها الجديدة أبوجا لم يصدق الضيوف انهم في نيجيريا.. الناس في لاجوس العاصمة القديمة كانوا إذا ساروا علي أرجلهم يتعثرون في الطريق ويرتطمون بالوحل والطوب وإذا ركبوا السيارات سيصلحونها كل فترة من المطبات والمخلفات والزبالة!! لسنا أقل من نيجيريا نريد عاصمة مبهرة للناس والضيوف معا.
***
مثلا.. أسماء الشوارع والميادين والمحطات يجب اختيارها بدقة ونتيجة معلومات كافية عن صاحب الاسم وهذه وحدها تحتاج إلي لجنة علي مستوي.
عندما انشئت ضاحية المعادي وكانت تابعة لشركة كبري اختلفوا علي أسماء الشوارع وكان لابد من الاستقرار بسرعة فكل شيء انتهي وتم الاستعداد لطرح الضاحية للسوق.. اتضح ان موضوع الأسماء سيعطل كل شيء.. عبقري فكر في تسمية الشوارع بالأرقام.. شارع واحد وشارع اثنين إلي ما شاء الله من أرقام.. وحينما يوجد من يستحق اطلاق اسمه علي شارع ما يرفع الرقم ويكتب الاسم.. هناك افكار كثيرة فإلي مقال آخر بإذن الله تعالي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف