جريدة روزاليوسف
أحمد باشا
دين «أبوالفتوح»!
وما فصلوه، وما قاطعوه، ولكن شُبه لكم.. حذرنا من قبل: لا يغرنكم انشقاقه، إخوانى متأصل.. تعيش تحت مسامه كل أفكار البنا.. لم يخلع عباءة الجماعة.. لايزال حبله السرى موصولا بها، فهو أقرب إليهم من حبل الوريد.. والملاذ الأخير والمنقذ لمستقبل الإخوان إذا كتب لها مستقبل!
أبهركم وهو يعدد خطايا مرسى.. وعرض عليكم أفكارا براقة مغلفة بأوراق السوليفان عن مشروع المصالحة وإعادة تجديد الخطاب الدينى وضرورة فصل الجماعة عن الحزب، وكشف مصادر تمويلها.. لا تصدقوه.. مجرد طابور خامس يصطف ويلتف حول عنق أحلام المصريين والدولة المدنية ليخنقها بقفازه الناعم!
لما كانت ثورة 30 يونيو فاضحة.. نزعت ورقة التوت الأخيرة عن سوءته.. بانت ميوعته.. وكشفت تراوحه ما بين عزيمة الرجال ودلع النساء.. وجدناه فظا غليظ القلب على وطنه.. ناعمًا مداهنًا لجماعته.. مارس الفجور السياسى بكل وقاحة فى عرض الطريق غير مبالٍ بجرسة أو عار لحق به!
لم يكذب «أبوالفتوح» خبرًا، سريعًا ما وصف ثورة الشعب انقلابا، ورجع لأصله، لم تهمه الانشقاقات والاستقالات المتوالية من حزبه «الطرى» بسبب موقفه المنحاز للجماعة على حساب إرادة الملايين الغفيرة التى خرجت تسقط حكم المرشد.. لم يبال وظل فى غيه وكرس كل أدواته وحزبه لإنقاذ رقبة الجماعة وتحدى الأمة المصرية!
«عبدالمنعم أبوالفتوح» المولود فى حى الملك الصالح، فى الخامس عشر من أكتوبر 1951 لديه «شعرة» أسوأ ما فيها أنها «ساعة تروح وساعة تيجى»، بل كانت المشكلة أن أحداً لا يستطيع أن يتكهن أو يعرف بالضبط «متى تروح ومتى تأتى؟!»، ولهذا السبب يتم إبعاد أو عزل المصابين بهذه الشعرة فى مصحات خاصة لحماية المجتمع من سلوكياتهم الغريبة والشاذة!
أما «شعرة الإخوان» فهى تلك الحالة المرضية التى تجعل الإنسان- فى لحظة- فخوراً بانتمائه إلى هذه الجماعة الإرهابية، الخائنة، غاطساً فى الولاء لها من عفن قدميه إلى شعر لحيته، وفى لحظة أخرى تجعله «منشقاً» عليها، متبرئاً من بعض -وليس كل- أفعالها.. من الصعب على المرء وهو يسمع «أبوالفتوح» أو يقرأ مواقفه المعلنة أن يعرف بالضبط متى يكون «إخوانياً» بحق، ومتى يكون «وطنياً» بحق؟!
انفصل عن الإخوان على الورق فقط.. وظل بعد أحداث 25 يناير يتسلل ليلا لينام فى سرير واحد مع أعضاء الجماعة وينسق معهم ويتآمر على وطنه.. الشذوذ السياسى الذى اعتاده أصبح مثل «الكيف يذل صاحبه» لا تستقيم حياته إلا به، غير مبال أن فعلته وفجوره فى عداء وطنه والانقلاب عليه يهز عرش الرحمن!
لا يضير من اعتاد العهر السياسى أن يجاهر بخطيئته، وأن يقف تحت أعمدة النور ويتسكع فى الحارات الحزبية والمواقف الضيقة، زبائن حزبه «مصر الطرية» على شاكلته، كلهم من نفس الصنف الإخوانى، مرضى التوحد الإخوانى أصحاب جينات وملامح وسلوكيات وخطايا واحدة.. فأضحى حزبه شقة مفروشة للإيجار مفتوحة على الاتجاهين لكل إخوانى يقضى وطره فيها ويهرب أو يتخفى من جريمة شارك فيها ضد الشعب المصرى بدم بارد!
كيف اغتنى ولقى رغد العيش فى فيللا التجمع الخامس وصرف مئات الملايين على حملته الانتخابية الباذخة فى انتخابات الرئاسة وعلاقاته المشبوهة مع قطر وضباطها الذين أداروا له تلك الحملة تحتاج إلى تحقيق دقيق؟!.. لم نعرف له مهنة غير تلك المكتوبة فى بطاقته الشخصية بحكم كونه خريج كلية الطب ولم نعرفه يوما يرتدى البالطو الأبيض ويطبب الجرحى ويمسح آلام المرضى أو حتى نعرف له تخصصاً سوى جمع الأموال ومص الأغنياء والفقراء المصريين تحت شعار براق «لجنة الإغاثة الإسلامية» ونسى أن ما يحتاجه البيت المصرى يحرم على الجامع فى أى بقعة فى العالم!
حتى لما تخارج صوريًا من التنظيم كان أن وضع فى جيبه مدرستين استولى عليهما من الجماعة، حيث من المعروف أن الإخوان لا يسمون أموالهم أو ممتلكاتهم بأسماء كوادرهم، بل بأسماء أقاربهم، تفادياً للملاحقات الأمنية وهو ما سهل مهمة «أبوالفتوح» عندما سُئل عن مصير هاتين المدرستين بعد انشقاقه، إذ رد بمنتهى البجاحة: «أخويا مش عايز يجيبهم»!
كان يضع قدما مع جماعته الإرهابية بكل عفونتها وقدما مع النخبة الليبرالية وبين قدميه مر كل المغفلين يصوتون له ويفرشون الأرض له.. أما الآن فأصبح غارقا بطوله الفاره وموقفه التافه فى مستنقع الرذيلة الإخوانية، بعدما قبض أتعابه مقدما!
ربما يكون «خيرت الشاطر» على دمويته وصدامه وحماقته أكثر وضوحًا وتسهل مقاومته لأنه رجل مكشوف بوجه واحد.. أما «أبوالفتوح» فيطل علينا بألف لون وصورة ورأى.. كائن رخوى يصعب الحكم عليه أو التحكم فيه.. خدع الجميع مرة، ومستعدون للخداع فيه ألف مرة!
فلا هو ليبرالى مؤمن بالآخر، ولا يسارى متقشف، ولا ثورجى ثابت على مبدأ، ولا إسلامى ربنا هاديه.. هو فقط على دين الإخوان!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف