بسيونى الحلوانى
بداية حقيقية لمواجهة التطرف والإرهاب
جاء قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بإنشاء المجلس القومي لمواجهة الإرهاب والتطرف في وقته ليؤكد أن المواجهة الحقيقية للمشكلة تتطلب حشد كل إمكانات الدولة وطاقاتها المؤسسية والمجتمعية لمحاصرة المتطرفين ومواجهة جماعات الضلال والتنظيمات المسلحة التي تستهدف أمن مصر واستقرارها.
كان البعض يعتقد أن مواجهة الجماعات التكفيرية والتنظيمات الارهابية مهمة المؤسسات الدينية والأجهزة الأمنية فقط فجاء القرار الرئاسي ليؤكد أن الدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها مسئولة مسئولية مباشرة عن مواجهة التطرف وحماية عقول وأرواح وممتلكات المصريين من هؤلاء الأشرار الذين ثبت بالأدلة والبراهين أنهم أداة حقيرة في يد أعداء الوطن يأتمرون بأوامرهم وينفذون مخططاتهم ويقبضون منهم ثمن جرائمهم.
بالتأكيد.. المجلس القومي لمواجهة الإرهاب والتطرف يعكس اهتمام الدولة وإصرارها علي مواجهة جماعات التطرف والارهاب بكل قوة وشجاعة. فالمجلس برئاسة رئيس الجمهورية. ويضم حشدا هائلا من كبار المسئولين في الدولة فضلا عن شخصيات عامة تم اختيارها بعناية شديدة في مختلف المجالات والتخصصات لوضع استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف.
المجلس الجديد ليس معنيا بوضع خطط وبرامج وأساليب التنسيق بين المؤسسات الدينية والأجهزة الأمنية لتمكين الخطاب الديني الوسطي المعتدل ونشر مفاهيم الدين الصحيح في مواجهة الخطاب المتشدد بكافة صوره فقط. بل هو مطالب- كما جاء في حيثيات تشكيله- بوضع خطط لإتاحة فرص عمل بمناطق التطرف. ودراسة أحكام التشريعات المتعلقة بمواجهة الإرهاب داخليا وخارجيا. واقتراح تعديل التشريعات القائمة. لمواجهة أوجه القصور في الإجراءات وصولا إلي العدالة الناجزة. والارتقاء بمنظومة التنسيق والتعاون بين كافة الأجهزة الأمنية والسياسية مع المجتمع الدولي. خاصة دول الجوار والسعي لإنشاء كيان إقليمي خاص بين مصر والدول العربية يتولي التنسيق مع الأجهزة المعنية بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.. وهذه الحيثيات تؤكد أن هذا المجلس بمهامه الشاملة والرؤية الموضوعية لتشكيله سيكون بداية حقيقية لمواجهة مشكلة التطرف الديني والارهاب في مصر. فالمشكلة ليست فكرية أو أمنية فقط.. بل هي مشكلة سياسية اقتصادية دينية ثقافية أمنية ويجب التعامل معها بهذا المنطق لو أردنا أن نقضي عليها ونقتلع أسبابها من الجذور.
الآمال علي هذا المجلس بهذا التشكيل الذي يعكس اهتمام الدولة.. كبيرة للغاية وسيكون مختلفا عن كل المجالس التي سبق تشكيلها لأغراض وطنية أخري لأننا عهدنا الرئيس عبد الفتاح السيسي فاعلا ومنجزا ولا يضيع الوقت والجهد في مناقشات ومجادلات دون نتائح حقيقية علي الأرض.
ننتظر مواجهة شاملة لأسباب تنامي الفكر المتطرف وتحويله إلي عنف وارهاب وترويع للآمنين. والحمد لله المجتمع المصري ينحاز دائما إلي التسامح والعفو والرحمة وسيكون له دور واضح في مساعدة الدولة في التخلص من جماعات الضلال ودحرها.
معركة الشعب المصري مع جماعات الضلال وقوي الظلام ودول الشر التي تخطط لهذه الجماعات وتمولها يجب أن تتفاعل خلال الفترة القادمة.. فالدولة لا تستطيع وحدها دحر جماعات العنف دون مساندة شعبية واضحة وقد عهدنا المصريين رجالا أقوياء وطنيين في كل المواقف.