الأهرام
عبد العظيم الباسل
.. والتهمة فقراء!!
هناك نوع من البشر يمتهنون مهنا متواضعة، ويكافحون باخلاص في الحياة، لتربية أبنائهم وتعليمهم، من عائد رواتبهم المحدودة، علي أمل أن يرفعوا شأنهم، بعد تخرجهم في واحدة من كليات القمة.

سألني واحد من هؤلاء: ماذا أفعل مع إدارة إحدي مدارس اللغات بالحلمية، التي ذهبت إليها لإلحاق أبني زياد ـ ابن الأربع سنوات ـ، في مقابل عشرة آلاف جنيه، وفرناها من قوتنا ومتعتنا، لتعليمه تعليما راقيا.

وقبل أن اسأله عما حدث؟ واصل حكايته بصوت مخنوق وعيون دامعة، في البداية قبلت إدارة المدرسة أوراق أبني، وفجأة عند الاطلاع علي تحقيق شخصيتي، رفضت قبوله بسبب مهنتي «كسواق»!

سألت الادارة عن تفسير ذلك؟ فقالت: للحد من الأختلاط بابناء الطبقة العليا المقيدين بنفس المدرسة.

لملمت أوراقى من امامها «متمتما»: ليتني كنت واحد من رجال الاعمال المزيفين، بدلا من كوني سائقا شريفا، مادامت «السواقة» تهمة ستطارد أبنائى مستقبلا.

ربطت بين هذه الواقعة، وبين الصخب والضجيج الإعلامي، الذي أحاط بتفوق أولي الثانوية العامة علمي، مريم فتح الباب، بسبب كونها بنت بواب، وكأننا نستكثر عليها هذا التفوق، ونستنكر علي أبناء الفقراء النبوغ والرفعة، اسوة بغيرهم من أبناء الأثرياء، الذين صنعوا تفوقهم غالبا بالدروس الخصوصية والوساطة!

ويبقي السؤال: هل سيكون من حق مريم النجيبة مستقبلا، أن تعين سفيرة أو قاضية أو وزيرة؟ ام أنهم سيقولون عنها «غير لائقة إجتماعيا»، لكونها بنت البواب، مثلما فعلوا من البداية مع زياد لانه أبن السواق.. واين الدستور من هذه الاشياء؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف