الوطن حقيقة حية مركبة ومعقدة وهناك من حسموا أمرهم واختصروه فى أسرهم ،وأحيانا أموالهم ومناصبهم، وأمام طوفان الفتن والتصدعات القيمية والانهيارات المجتمعية والضعف المتراكم والفساد المستشرى امامنا وحولنا بات الجميع فى مهب الريح.
إن مشاهد الخراب والدمار وملايين المهجرين الفارين بحرا وجوا وبرا تدعو الجميع للتأمل بالعقل والعمل بجد وليس بالتأمل والحسرة،إن ما يحدث حولنا مدعاة للجميع للعمل على تحصين مصرنا العزيزة بكل الطرق ضد الكثير من الامراض التى فتكت بتلك البلاد وتريد ان تفتك بنا، اول الامر يكون بخطوات بيسطة ولا تحتاج لرأى الخبراء والجهابذة بإعادة التوازن والمعنى لكثير من المفاهيم والقيم التى كانت ومازلت حصنا لأى وطن بتنمية الوعى والادراك لدى الجميع وتوظيف هذا الأمر فى إصلاح ما فسد على مدى عقود مضت، إن ترميم عقيدة وطنية ليس بالامر المستحيل، ووسط الإرهاب والفساد والغلاء، أثبتت الوقائع والواقع ان هناك مؤسسات حافظت على منظومتها فى سياقها الطبيعى والتى كانت صماما لبقاء وإعادة بناء هذا الوطن.
إن جميع الشواهد والحقائق وما نتابعه من حولنا وما تتعرض له مصر من حرب شاملة وعلى الأصعدة كافة لا يدع مجالا للشك بان محاولات اسقاط المجتمع والدولة المصرية لم ولن تتوقف وهو ما عبرت عنه كلمات الرئيس السيسى خلال مؤتمر الشباب الاخير، وتلك الحرب والمحاولات لابد أن تواجه بالإدرك والوعى بالمخاطر التى تحيط بهذا الوطن من قبل القائمين على الامر