الدستور
ماجد حبته
حَدَث فى «Frontline Club» لندن
حاولوا تغييب الحيادية عمدًا، وإخفاء الموضوعية عن سبق إصرار، فقام ثلاثة مصريين بترجيح الكفّة الأخرى، وأفسدوا على المستأجَرين، قطريًا، ميزانهم المائل، ووضعوهم في موقف صعب، عجزوا فيه عن تبييض وجه قناة «الجزيرة»، وعن غسيل سمعة «العائلة الضالة» التي استأجرتهم، بعد أن فشلوا في تمرير أكاذيبهم ومعلوماتهم المغلوطة، التي كانوا يراهنون في تمريرها على غياب وجهة النظر الأخرى، وعلى عدم وجود طرف آخر يستطيع أن يرد القضية إلى أصلها، ويصحح المعلومات المغلوطة ويكشف التدليس ويفضح الأكاذيب!.



في «نادي الخط الأمامي»، Frontline Club، بالعاصمة البريطانية، لندن، فوجئ المستأجَرون بمن استطاعوا إثبات أن «الجزيرة» ليست أكثر من أداة في منظومة تديرها «العائلة الضالة» التي تحكم قطر بالوكالة، خاضت في بحر من دماء شعوب الشرق. كما كشفوا دورها المشبوه، وأكدوا أن الصوت الآخر، الذي تروج له باسم حرية الرأي والتعبير، هو صوت الإرهابيين الذين لا ينبغي لأي وسيلة إعلام، تحترم نفسها وجمهورها، أن تمنحهم منبرًا ينشرون فيه أفكارهم، ويمارسون من خلاله تحريضهم.



المستأجَرون قطريًا، بفتح الجيم، اعتادوا تكرار اللعبة نفسها. اعتادوا إقامة ندوات وجلسات نقاش ومؤتمرات في عدد من عواصم دول العالم، لا يتردد فيها إلا صوتهم وحدهم. غير أن هذه المرة، اختلف الوضع. وظهرت بشائر الاختلاف في انسحاب فرانك جاردنر، المحاور في هيئة الإذاعة البريطانية، معلنًا أن الجلسة منحازة لطرف واحد. و«جاردنر»، كان من المفترض أن يدير الجلسة النقاشية التي كان عنوانها «مستقبل قناة الجزيرة»، وفوجئ بتغيير محاور الجلسة، لتصبح محاولة دعائية من قطر وقناة «الجزيرة»، لا وجود فيها لأي توازن أو حياد أو موضوعية.



يكفي أن تطالع أسماء المشاركين في الجلسة، لتعرف أنهم مستأجَرون: جايلز تريندل، مدير «الجزيرة» الإنجليزية.. ديفيد هيرست، مدير تحرير موقع «ميدل إيست آي»، الذي تموِّله قطر.. مارك جونز، متخصص في الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكستر، المعروف بانحيازه المعلن، مدفوع الثمن قطريًا، للمعارضة البحرينية.. ووضّاح خنفر، المدير العام السابق لشبكة «الجزيرة»، المدير الحالي للنسخة العربية، المستأجرة قطريًا، من «هافينجتون بوست».



الخواجات الثلاثة، ورابعهم «خنفرهم»، يحركهم «ريموت كنترول» واحد، تستخدمهم اليد الممسكة به كأدوات للعب. ولو طالعت موقع «Middle East Eye» أو «ميدل إيست آي»، ستجد غالبية تحليلاته ومواده الخبرية ومقالات الرأي مضبوطة على موجة الإخوان وحلفائهم. أما لو تابعت أداء «ديفيد هيرست»، على مدار سنوات، فيمكنك أن تستنتج بسهولة الدوائر التي يرتبط بها. وأن تكتشف تاريخه الحافل بالأكاذيب والتدليسات ولىّ عنق الحقائق. ولا يتخيّر «المذكور» عن الأخ «خنفر»، الذي سبق أن فضحته وثائق مسربة، في ٢٠١١، ووقتها قمت باستعراض سيرته غير المهنية، وتاريخه غير المشرف، من واقع ما كشفته وما لم تكشفه وثائق «ويكيليكس».



انسحب فرانك جاردنر، إذن، لاكتشافه أن كل المشاركين، يمثّلون صوتًا واحدًا، مدفوع الأجر. فكان البديل، فتاة سعودية يقال إنها صحفية ومخرجة اسمها صفا آل أحمد، ستكتشف لو بحث عنها وعرفت منجزاتها أنها تم تصنيعها طبقًا للمواصفات القياسية لهيئة الإذاعة البريطانية، BBC، مضروبة في الخلاط مع شبكة PBS الإخبارية الأمريكية، ولا تعمل هنا وهناك إلا في ملفات لها علاقة بداعش أو شيعة السعودية أو أي بضاعة من تلك التي تشتريها الشبكتان أو من يستخدمونهما، لأهداف سياسية أو مخابراتية. وعليه، كان طبيعيًا أن تنحاز لـ«الجزيرة»، وأن تحاول «الغلوشة» على الأصوات المخالفة للمستأجَرين، وهو ما فشلت فيه وعجزت عنه.



الخواجات الثلاثة، ورابعهم «خنفرهم»، وخامستهم تلك الفتاة، فوجئوا بثلاثة أصوات مختلفة داخل القاعة: حازم الرفاعي، هاني شعيب، وشنودة شلبي، والثلاثة أطباء بارزون، قاموا بتفنيد أكاذيب المستأجَرين، ونجحوا في نزع القناع عن وجه الجزيرة القبيح، وإفشال محاولة غسيل سمعة «العائلة الضالة». ونجحوا في حشد عددٍ من الصحفيين البريطانيين، بعضهم كانوا مراسلين سابقين لـ«الجزيرة»، أعلنوا أنهم استقالوا منها بسبب انتهاجها لسياسية التدليس والكذب، واكتشافهم أجندتها المشبوهة في المنطقة العربية، وانحيازها لجماعة الإخوان. وبالتزامن، كانت ماجدة صقر، تقف خارج القاعة، بين عشرات المحتجّين من المشاهدين العرب، كاشفين بلافتاتهم عن التضليل الذي مارسته «الجزيرة»، وتعالت هتافاتهم المنددة بجرائم الجزيرة في سوريا، ليبيا، اليمن، ومصر.



لماذا أكتب عما حدث في Frontline Club بعد مرور عشرة أيام؟!.

لأنني ببساطة، لم أجد له أي صدى له في إعلامنا المحلى، بعكس وسائل إعلام أجنبية بعضها ناطق بالعربية وبعضها بلغات أخرى. وهناك سبب وجيه آخر، هو التباهي بصديقي الدكتور حازم الرفاعي، أحد الذين طحنوا مرتزقة «الجزيرة»، وأثبتوا أن العائلة الضالة التي تحكم قطر بالوكالة وقناتها اللقيطة، ومن استأجرتهم، يخوضون حربهم مع الشعب، لا مع النظام. الشعب ممثلًا فى ثلاثة أطباء بارزين، متحققين، شقوا طريقهم خارج وطنهم بأظافرهم، ونجحوا في وضع حدٍ لأكاذيب وتدليسات العائلة الضالة التي تحكم قطر بالوكالة وأبواقها، والمستأجرين، المستخدمين، المستعملين، عربًا وأجانب.



حازم الرفاعي، لمن لا يعرف، هو أحد أبرز الأطباء في تخصصه، ويمتاز بهدوء أو برود «الجراح البريطاني» في كل شيء، إلا ما يتعلق بوطنه. والأهم من ذلك، هو أنه ليس من هؤلاء المستعدين لخلع أي شيء حتى يحتفي به العالم. لا يريد إلا أن يحتضنه أهله، ويجد من يعزمه على «كوبّاية شاي» حين يزور وطنه. وهذا بالضبط، هو ما أفعله، كلما استطعت الإمساك به في زياراته القصيرة إلى القاهرة!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف