ماجد حبته
«هيثم» و«زوبع» في «الدستور»!
يا خبر إسود!. ما هذا الذي يحدث؟!. «هيثم» و«زوبع»، عندنا؟!.
بمنتهى حُسن النية وتغليب حسن النية واجب، نقلت «زميلة» طيّبة زيادة عن اللازم، تصريحات عن الإرهابيين الاثنين، في تقرير عنوانه «الدستور تكشف الساعات الأخيرة في صعود الإخوان إلى هاوية الانشقاقات الكبرى»، نشره الموقع الإلكتروني للجريدة، الخميس الماضي، ولم أتعثّر أي «لم أتكعبل» فيه، إلاّ الآن!.
مزاعم وجود أزمات داخلية في الجماعة الإرهابية، تتكرر كثيرًا، ويتضح دائمًا أو غالبًا أنها مجرد حيل وألاعيب، يحاول بها الإرهابيون تمرير فكرة أو القيام بمناورة. غير أن ما استجدّ هذه المرة، للأسف، أو بكل أسف، هو أن «زميلتنا»، حسنة النية أو الطيبة زيادة عن اللازم، اعتقدت أن تواصلها مع مَن وصفتهم بـ«أطراف الأزمة»، سيجعلها تقف على آخر المستجّدات.. وكان الإرهابيان «هيثم أبوخليل» و«حمزة زوبع»، بين تلك الأطراف!.
كثيرًا ما انتقدنا القنوات المشبوهة، وغير المشبوهة أحيانًا، لأنها باسم حرية الرأي والتعبير، تعطي مساحات لإرهابيين، ينشرون فيها أفكارهم، ويمارسون من خلالها تحريضهم. أو تفتح لهم مجالًا لغسيل مواقفهم أو الترويج لمزاعم وجود أصوات داخل الجماعة الإرهابية، التي ينتمون إليها، تدعم فكرة «وقف النشاط السياسي، والاكتفاء بالجانب الدعوي فقط». وكان هذا الزعم بين ما قاله «هيثم» صراحةً وقاله «زوبع» ضمنًا، في تصريحاتهما لـ«الدستور»، مع أن جماعة «الإخوان»، كما هو ثابت ومؤكد، لم يكن لها أي نشاط سياسي أو دعوي، ولا يمكن لعاقل أن يربط إرهابها بالسياسة أو بالدعوة.
بين ما نقلته «زميلتنا» عن «هيثم»، أيضًا، هو أن «الأزمة الداخليّة في الإخوان يمكن تلخيصها في عدم فهم وإدراك القيادات خطورة المرحلة التي يمر بها التنظيم».. وأن «الأحداث تدور بسرعة شديدة، بينما تقف القيادات في مكانها متجمّدة، ولا يقبلون أي فكر لمحاولة الخروج من عنق الزجاجة».. وأن «الصراع في أساسه هو صراع فكرى يتمثل في اختلاف الرؤى والاستراتيجيات تجاه بعض القضايا»!.
علامة التعجب من عندي، ولست مسئولًا عن «النقطة» التي تليها، أو التي قد تصيبك، حين تتذكر عيّنات من ذلك «الصراع الفكري» بين «هيثم» وقادة الإرهابيين الذين وصفهم بـ«المتجمّدين»، والتي كان منها مثلًا ما جاء في «تدوينة» كتبها، مساء ١٧ مارس الماضي، هاجم فيه زملاءه أو قادته، لأنهم نشروا «فيديو» لتدريبات عددٍ من الإرهابيين، لقوا مصرعهم بعد اشتباكات مع الداخلية!.
وقتها، طرح «هيثم»، أو الإرهابي «غير المتجمّد»، عددًا من الأسئلة على الإرهابي «المتجمّد»، ناشر الفيديو، بينها: «هل تريد أن تؤكد أن بيانات العسكر صادقة وأن دفاعنا عن هؤلاء الأبرياء كان خاطئًا؟».. و«بماذا تستفيد وأنت تظهر مجموعة من الشباب تمت تصفيتهم كالفراخ داخل شقة وهم يتدربون في صحراء على تصنيع القنابل وإطلاق النار؟».
أرأيت أو «شفت بقى» كيف كان «الصراع الفكري» بين الأخ «هيثم» غير المتجمّد، وقياداته المتجمّدة؟!. وكيف أنه اختلف معهم لأنهم حرموه من الدفاع عن شباب «أبرياء» كانوا يتدربون على تصنيع القنابل وإطلاق النار؟!.
وما قد يجعلك تضحك، حتى تشعر بوجع في بطنك، هو أن تجد التقرير يصف «هيثم» بأنه «أحد أبرز القيادات الشبابية»!. شبابية إزاي يعنى؟!. هل لأن اسمه «هيثم» مثلًا؟!.
عادى جدًا أن يكون «هيثم»، ولا يكون طفلًا أو شابًا!. هذا «البعيد»، مثلًا، وهو بعيد زمنيًا ومكانيًا، لغيابه عن الواقع وهروبه في تركيا، سيكمل عامه الثامن والأربعين في ١٨ أغسطس القادم. ومع أن اسمه «هيثم» إلا أنه أحد منتجات «مستنقعات» تزاوج فيها الإخوان مع مدّعي الليبرالية أمثال أيمن نور. وهو التزاوج الذي حدث في ليلة أكثر سوادًا من ليلتنا تلك: راكب ومركوب وتصفيق حاد ممن يصفون أنفسهم بـ«النشطاء»، وكانت النتيجة «هيثم» ومعتز مطر ومحمد ناصر و.... و..... و..... وحمزة «زوبع»، الذي تواصلَت معه أيضًا «زميلتنا» حسنة النية، الطيبة زيادة عن اللزوم، ووصفته بـ«القيادي الإخواني»!.
ألا تعرف «الزميلة»، الطيبة أو حسنة النية، أن «زوبع» صدرت ضده أحكام قضائية بسجنه وتم إدراج اسمه على قوائم الإرهابيين بالقرار رقم ٥ لسنة ٢٠١٧ الصادر عن محكمة جنايات شمال القاهرة؟!. ألا تعرف أن من وصفته بـ«القيادي الإخواني» أقام دعوى قضائية، أمام القضاء الإداري، يطعن فيها على هذا القرار، بزعم أنه ليس من أعضاء جماعة الإخوان؟!.
ولا يمكنك إلا أن تضحك، حين ينقل تقرير «الدستور» عن «زوبع» أن «السبب في الأزمة الداخلية في جماعة الإخوان هو عدم الفهم والاستيعاب الذي تعانى منه القيادة التاريخية»!. إذ إن «المذكور» كان أبرز خلايا الإخوان النائمة، ولم يتم الإعلان عن انتمائه للجماعة إلا بعد ٢٥ يناير ٢٠١١. كما كان واحدًا ممن حرصت الجماعة على تهريبهم خارج مصر بعد ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ووفرت جحورًا لإيوائهم.
هل تتذكر ذلك الفيديو المفبرك الذي ظهر به أشخاص يرتدون ملابس شبيهة، بتلك التي يرتديها جنود قواتنا المسلحة، يقومون بتصفية مجهولين؟!.
هذا «الزوبع»، كان هو مَن وقع عليه الاختيار ليعرض ذلك «الفيديو»، في برنامجه «الكوميدي»، الذي يقدمه على قناة مكمّلين (ينطقها البعض بالقاف)، قبل أن تنقله عنه «جزيرة» موزة وولدها!.
التقرير، الذي نقل تصريحات الإرهابيين، نشره موقع «الدستور» ولحسن الحظ، لم تنشره الجريدة الورقية. وعليه، فلا أقل من يقوم الأعزاء في الموقع، بحذفه على ألا تتكرر هذه «العَملة السودا»، كي لا تكون «الدستور»، الموقع أو الجريدة، منبرًا للإرهابيين أو «غسالة» يغسلون فيها وجوههم الكريهة، المُتّسخة، بادعاءات ومزاعم عبيطة كتلك التي ساقها «هيثم» و«زوبع»!.