الزمالك يغرق، الزمالك ينهار، من ينقذ الزمالك؟ لا حديث فى الإعلام أو لدى الشعب المصرى كله بمختلف ميوله وألوانه إلا عن كارثة الزمالك التاريخية، ولو فتحت الحنفية ستجد بكاء ونحيبا، وعزاء وندبًا، على ما يحدث فى الزمالك!! أصابع الاتهام تشير إلى مرتضى منصور، رئيس النادى، ويتهمه الجميع بأنه سبب الكوارث والانهيار والدمار الذى يحدث للنادى.
لكن تعالوا نسأل أنفسنا سؤالين بهدوء وعقلانية: ماذا يحدث فى الزمالك؟ ولماذا ثورة الغضب الحالية؟.
عفوًا إن ما يحدث فى الزمالك من سوء نتائج وضياع بطولات وتغيير مدربين والاستغناء عن اللاعبين ليس جديدا، إنه الزمالك يا سادة، غارق فى المشاكل والأزمات والخناقات ويفقد البطولات منذ عشرات السنوات، مفيش جديد فلماذا البكاء والنحيب؟
لست مدافعا عن مرتضى منصور، إنه بشر يخطئ ويصيب، ويتحمل جزءا من المسئولية فى الأزمة الحالية، ولكن أريد أن نبحث عن حلول جذرية للأزمات الحقيقية المستعصية المزمنة، وأرفض سياسة «كبش فداء» وتحميل المسئولية لمرتضى وحده، ثم نهرب ونترك النادى يغرق ويغرق.
مرتضى منصور ليس وحده المسئول، عفوا كلنا مسئولون، كلنا مخطئون ونشارك فى المسئولية، كلنا متهمون بداية من (الإدارات السابقة التى حكمت النادى، ونجوم الكرة والمدربين واللاعبين والإعلام والجمهور)، الجميع مخطئ، الإدارات السابقة لم تضع أسسا ومعايير ومبادئ يسير عليها الزمالك.
أما اتحاد الكرة فيدير اللعبة بالمجاملات والعشوائية التى تضر بالزمالك وأغلب الأندية.. ولا نعفى نجوم الزمالك القدامى، لأنهم يكرهون بعضهم ويدعون أنهم أصحاب النادى الحقيقيون والأوصياء عليه، ويعتبرون الباقى دخلاء على النادى، وللأسف يخرج النجوم الكبار يساهمون فى إشعال الأزمات فى الفضائيات ويقدمون وصلات للتقطيع وركوب الموجة لكسب ود الجماهير، عكس نجوم الأهلى، القدامى، يدافعون عن ناديهم دائما ويحتوون أى أزمة سريعا ولا يتحدثون عن نغمة ابن النادى، والدخلاء.
ويتحمل مدربو الزمالك جزءا من المسئولية، على الأقل بسبب بعض الأخطاء الفنية، أما لاعبو الزمالك، على مدار الأجيال، فأغلبهم يؤدون باعتبارهم موظفين. كل ما يهمهم الفلوس واللعب على نغمة الجمهور.. ويشارك الإعلام فى إشعال أزمات الزمالك بتضخيم الأمور، وهناك بعض الإعلاميين يصفّون حسابات شخصية مع مرتضى منصور.. ويتحمل جمهور الزمالك مسئولية كبيرة لأنه يتدخل فى كل الأمور ويريد المشجعون أن يحكموا النادى، بدلًا من الإدارة ويضعون التشكيل بدلًا من المدرب ويناصرون اللاعبين النجوم حتى لو كانوا دون المستوى.
باختصار كلنا فاسدون ومخطئون وشركاء فى أزمة الزمالك، ولا بد أن يصلح كل منا نفسه ويعمل فى حدود اختصاصه من أجل أن نصلح الزمالك ونسهم فى إصلاح الكرة المصرية، لأن الزمالك داعم كبير للمنتخبات الوطنية وللرياضة المصرية.