الدستور
منى رجب
مؤتمر الشباب.. دعوة للتفاؤل
مشاعر جارفة بالتفاؤل غمرتنى.. وأظن أنها قد غمرت ملايين المصريين المخلصين للوطن عندما شاهدوا «ياسين» و«مريم» بجوار الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر الشباب بالإسكندرية.. صحيح أن المؤتمر قد حفل بجلسات نقاشية بها رسائل مهمة للعالم، منها أن شباب مصر يتحركون ويشاركون ويلقون الاهتمام من قيادات الدولة ومن رئيس الدولة.. ومنها أن مسيرة الاستقرار وبناء الدولة الحديثة مستمرة وبخطوات ثابتة ومتسارعة.
ومنها أيضا أن هناك مساحة كبيرة للحوار بين الأجيال المختلفه فى بلدنا.. ومنها أن الشباب قادمون وبقوة فى مختلف المواقع.. وأن قضية تمكين الشباب جادة.. ومنها أن هناك قرارات كثيرة إيجابية قد صدرت عن المؤتمر.. ولكن رغم كل الصعاب التى يمر بها بلدنا.. ورغم التعليم العقيم الذى نطالب بتعديل مناهجه وتطوير نظمه ليُخرج لنا طلبة يتعلمون التفكير وليس التلقين.. فإننى أتوقف أمام مشهد له دلائل واضحة ولن ننساه.. لأنه يُدخل الطمأنينة فى نفوسنا.. كما يؤكد أن شباب مصر لا يزال بألف خير.. وأن شباب مصر أيضا ليسوا هم الذين ينشرون الإحباط والشائعات.. وليسوا هم الذين يتم اقتيادهم من قبل الجهلاء أو يتم التلاعب بعقولهم.
إن شباب مصر من فتيان وفتيات.. فيهم قصص تستحق أن تُروى لأنها تعكس القدرة على قهر المستحيل وتخطى الصعاب والكفاح من أجل تحقيق هدف نبيل والوصول إلى قمة النجاح فى الحياة.. إن هؤلاء الشباب هم الذين سيحملون راية المستقبل.. وهم أيضا الذين سيقفون سندا لاستقرار وأمن مصر.. إن ياسين الزغبى رغم إعاقته قد تحول فى تقديرى إلى أعظم رمز من رموز التضحية والعطاء لشباب مصر دون أن يدرى.. لأنه حين كان يجمع شكاوى المواطنين لم يكن يعلم أنه سيكون ضيف شرف ليجلس بجوار الرئيس فى مؤتمر الشباب بالإسكندرية.. ولم يكن يتوقع أن الرئيس سيحتضنه بأبوة وحنان.. وأن الرئيس سيتبنى مشاكل المواطنين التى قدمها ويصدر قرارات لحلها.. ولم تكن دموع والدة ياسين سوى دموع فرح ذرفت من عينى أم سعيدة بابنها الذى أصبح قدوة لشباب كثير غيره.. إنها، حقا، أم قدوة لأنها نجحت فى أن تزرع بداخل ولدها الاعتزاز والحب لوطنه والكفاح والعطاء لنفسه ومن حوله.. كما أن والدة ياسين تستحق هى أيضا منا جميعا كمجتمع مدنى وكدولة أسمى آيات التكريم.
أما مريم فتح الباب- الطالبة الأولى على الثانوية العامة- فهى أيضا قد قهرت المستحيل وتجاوزت الصعاب وتفوقت على كل زملائها لتصبح ضيفه شرف فى مؤتمر الشباب وتجلس بجوار الرئيس ويشاهدها الملايين لتكون قصة كفاحها قدوة لآلاف غيرها.. وإذا كان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد اختار أن يجلس وإلى جانبه زهرتين من مصر تتفتحان للحياة وأن يغير من الصورة التقليدية لرئيس الدولة الذى يجلس وسط الكبار دائما.. فإنه بهذا التوجه الأبوى يعطينا الرئيس رسالة مفادها أنه مما لا شك فيه يؤمن بأن شباب مصر سيصبحون سندا للوطن.. وأنهم أقوى من الإرهاب ومن الخطر ومن المحن التى تواجههم.. تمامًا كما أن نساء مصر قد أصبحن سندا للوطن.. لذا فإن تمكين المرأة وتمكين الشباب.. هما مفتاحان للاستقرار والتنوير فى بلدنا.. وأعتقد أن الرئيس قد قدم أعظم تحية للمرأة المصرية بتخصيصه عاما كاملا لها.
كما قدم الرئيس أيضا أعظم تحية للشباب.. وذلك بتخصيص مؤتمرات لهم فى المحافظات وبمشاركته فى هذه المؤتمرات.. وأظن أنه على الشباب أن يدرك أن عليه هو أيضا دورا مهما فى الكفاح والحفاظ على استقرار الوطن والمشاركة فى بنائه بكل أمانة وحب كما فعل «ياسين» و«مريم».. وما أحلى الكفاح حينما يكون فى سبيل الوطن!.. وما أحلى العطاء حين يكون من أجل هدف نبيل!.. لقد آن أوان التفاؤل بعد أن رأينا شباب مصر يتقدم ويكافح ويتحدى المستحيل.. أخيرًا.. أؤكد أنه رغم كل الصعاب ستنتصر مصر بالعمل والكفاح واتحاد شبابها الواعى ونسائها الوطنيات مع قيادتها وجيشها وشرطتها.. ورجالها المخلصين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف