على فاروق
بالمرصاد .. حتي لا ننسي!!
وقف د. لؤي الطبيب بمستشفي أشمون العام يوجه سؤالاً للرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المؤتمر العام للشباب الذي عقد مؤخراً بمدينة الإسكندرية.
قال د. لؤي: سيادتك وعدتنا ان أحوالنا ستتحسن بعد عامين.. ومع ذلك لم يحدث أي شيء حتي الآن.. لماذا؟!! لم يغضب الرئيس ولم يرد بعصبية علي ابن من ابنائه بل ابتسم وهو يقول "كل ده ولم يتحقق أي شيء ولم يحدث أي إنجاز!!".
والحق ان عدداً ليس بقليل من المواطنين يسألون نفس سؤال د. لؤي.. والسبب في رأيي يرجع إلي الإعلام الذي يركز علي السلبيات ويتجاهل كل الايجابيات التي تحققت! كما يرجع إلي الحكومة أيضاً التي فشلت في تسويق انجازاتها.
وتعاولوا نرجع للوراء قليلاً لنستعيد الأوضاع التي كانت عليها مصر قبل ان يتولي الرئيس السيسي مهمته الصعبة.. حتي نقارنها بما نحن عليه الآن.
كانت الأوضاع مأساوية والبلاد تتجه بسرعة إلي السقوط المروع.. وكان المواطن لا يأمن علي نفسه في التحرك بحرية في الشوارع ولم يكن هناك وجود للأمن ولا للأمان وكانت الفوضي عارمة والاحتجاجات والاعتصامات في كل مواقع الإنتاج وغالبية المصانع متوقفة عن العمل.. وكانت خزانة الدولة خالية بعد ان ضاع الاحتياطي الاستراتيجي من النقد الأجنبي ولم يتبق سوي عدة مليارات قليلة هي إيداعات لدول عربية وصديقة!! وكانت الطوابير تمتد أمام محطات البنزين والسولار وأصبحنا مطالبين بتدبير 700 مليون دولار شهرياً لتوفير الوقود أي حوالي 9 مليارات دولار سنوياً بينما لا توجد أي موارد للدولة تستطيع تدبير هذه الأموال الضخمة وأصبحت الكهرباء تنقطع بالساعات الطويلة كل يوم عن المنازل والمستشفيات والمصانع وأصبحت البلاد علي شفا الانهيار!!
وجاء السيسي بضغط رهيب من الأغلبية الساحقة من الشعب ليتولي مهمة إنقاذ مصر التي اعتبرها الكثيرون مستحيلة ولكنه كان يراهن علي صمود الشعب.. وكان صريحاً مع نفسه ومع المواطنين عندما قال انه سيتخذ قرارات صعبة لاعادة البناء علي أسس صحيحة بعد ان وصلت بنا سياسة المسكنات التي استمرت أكثر من 50 عاماً إلي أوضاع مأساوية وعرضت البلاد لخطر الافلاس والسقوط.
استطعنا خلال 3 سنوات فقط تحقيق انجازات هائلة اذهلت العالم كله رغم اننا نواجه أكبر مؤامرة عرفها التاريخ لتدمير منطقة بالكامل بدعم من دول إسلامية للأسف هي قطر وتركيا وإيران!! ونواجه أضخم موجة إرهابية مدعومة من عشرات الدول وأجهزة الاستخبارات الأجنبية.. ونواجه اسوأ أزمة اقتصادية نتعرض لها في العصر الحديث بسبب مؤامرة 25 يناير.
استطعنا إقامة أكبر محطات كهرباء في العالم.. تكلفت مليارات الدولارات ولم تعد الكهرباء تنقطع عن المنازل ولا المستشفيات ولا مواقع الانتاج حتي في ظل اسوأ موجات الحر بل أصبح لدينا فائض كبير.. ولم تعد هناك طوابير علي محطات الوقود.
استطعنا اكتشاف حقول جديدة من البترول والغاز ستحقق لنا الاكتفاء الذاتي اعتباراً من العام القادم ان شاء الله.
وبعد ان كنا نحتل المركز الأول في العالم في معدل الاصابة بفيروس سي.. أصبحنا بفضل الله ثم عزيمة الرجال رقم واحد في العالم في معدل الشفاء واقتلاع المرض من جذوره.
استطعنا انشاء أكبر شبكة طرق وكباري وتصدرنا دول العالم في بناء المدن الجديدة بمعدلات خيالية اذهلت الجميع سواء في العاصمة الادارية الجديدة أو جبل الجلالة أو العلمين الجديدة أو الاسماعيلية الجديدة وغيرها وغيرها.
بدأنا تطوير المناطق العشوائية الخطرة التي انتشرت في كل المحافظات وخصصنا استثمارات تزيد علي 500 مليار جنيه لازالة كل المناطق الخطرة المهددة لحياة المواطنين وبناء مسكن ملائم لهم.
استطعنا زراعة واستصلاح مليون فدان في فترة قياسية وانشأنا قناة سويس جديدة بأموال الشعب ليبدأ تنفيذ أكبر مشروع في منطقة القناة لربط الوادي بسيناء وانهاء عزلة سيناء إلي الأبد.
عقدنا صفقات أسلحة ضخمة جواً وبحراً وبراً جعلت جيشنا من أقوي 10 جيوش في العالم.. وهي صفقات قلبت موازين القوي في المنطقة وجعلت الجميع يضع مصر في المكانة اللائقة بها.
وبفضل الدبلوماسية الناجحة توطدت العلاقات المصرية مع أثيوبيا ودول حوض النيل بعد ان شابت هذه العلاقات حالة نادرة من التوتر والتهديدات أيام حكم الجماعة الإرهابية.
بدأنا الإصلاح الاقتصادي الحقيقي ورفضنا الاستمرار في سياسة المسكنات التي دفعنا ثمنها غالياً.. والإصلاح الاقتصادي اشبه بالدواء المر الذي يتناوله المريض حتي يعود للحياة قوياً ومتعافيا.. ووصل الاحتياط النقدي من العملة الصعبة إلي حوالي 32 مليار دولار وذلك خلال شهور قليلة رغم أننا سددنا العديد من المليارات من ديوننا ولشركات البترول وإقامة المشروعات القومية والعملاقة.
هل بعد ذلك كله نجد البعض - ومنهم د. لؤي - يتساءل: لماذا لم تتحسن أحوالنا؟!