ابراهيم كمال
أضواء كاشفة .. أيها المدربون لا تشربوا هذا الدواء
لا جديد في الزمالك.. نفس المشهد يتكرر بالكربون.. رحيل مدرب آخر.. والسبب- كالمعتاد- ان "الكيمياء بتاعته مش راكبة علي كيمياء النادي".
ما يحدث.. شهدناه وعهدناه وتوقعناه.. بل وننتظر تكراره.. في الفترة المقبلة مع المدرب القادم أياً كانت جنسيته.
المدرب البرتغالي إيناسيو رحل.. لينضم إلي قافلة من سبقوه من جميع الجنسيات سواء من البرازيل أو من المانيا أو اسكتلندا أو حتي مصر ومنهم "ترانزيت مثل محمد صلاح" أو من بلاده البرتغال نفسها باتشيكو وفيريرا وكاجودا وفييرا والذين أعلن انه سيحمل لهم رسالة مفادها "لا تشرب هذا الدواء" علي طريقة "محمد ابراهيم القاطن في دير النحاس" في الفيلم المعروف حياة أو موت".. أو بمعني أصح لا تقترب من تدريب الزمالك رغم ا نه يملك أفضل اللاعبين.. بعد اللي حصل له خلال توليه المهمة ولا يريد لابناء بلده ان يتعرضوا لما تعرض له.. هذه الرسالة هي الجديدة في المشهد الحالي لايناسيو الذي عرف كيف يتعامل مع الأزمة ولم يخرج منها خاسراً كمن سبقوه وحصل علي "فلوسه" دون نقصان.. وقبل فلوسه أخذ حقه بالكلام وكشف كل الأوراق أمام الجميع سواء اللاعبين أو أعضاء النادي ومن قبلهم الجماهير حتي لا يكون شماعة الفشل والسقوط بعد رحيله.. وبرأ نفسه أمام اللاعبين بأنه لم يطلب استبعاد هذا أو الابقاء علي ذاك وان ما يحدث للفريق السبب فيه ليس فنياً بقدر ما هو اداري.. وتدخلات علي الفاضي والمليان في صميم عمله.
إيناسيو رحل إلي بلاده منتصراً.. لم يسكت علي اهانته أو التقليل من حجمه كمدرب محترف.. ولم يترك حقه المادي وحصل علي الشرط الجزائي الذي ينص عليه عقده.. تاركاً خلفه الزمالك بنفس مشاكله التي جاء إليه وهي تلفه من كل جانب.
ولكن.. إلي متي يظل الزمالك يتنقل هكذا من مدرب الي آخر بحثاً عن نجاح.. يعرف الجميع أنه لا يأتي إلا بالاستقرار ويعطي المجلس ورئيسه "العيش لخبازه" وان يكون الحساب في آخر الموسم مثلما تفعل كل الأندية.. أو حتي علي الأقل يكون الحساب بعد نصف الموسم بين الدورين حتي نري ولو بصمة واحدة لأي مدرب يقود الفريق سواء محلياً أو أجنبياً.
ان ما يحدث في الزمالك داخل أسواره من طفرة انشائية ومساحات خضراء وكراس وشماس وغيرها شئ رائع لكنها تهم الأعضاء أكثر مما يهم الجمهور الذي يريد النتائج.. وبطولات التي تغيب عن النادي بالمواسم وليس بموسم أو اثنين.. والبطولات لا تأتي إلا باستقرار الأجهزة.. ليت الزمالك يعود.