طارق مراد
هاتريك ..الأهلي والزمالك في البطولة العربية
مهما كانت نتائج الأهلي والزمالك في البطولة العربية للأندية لكرة القدم والمقامة حاليا في أحضان مصر الكنانة.. فلابد أن نتفق إنها في النهاية بطولة ودية الهدف الأهم والأسمي منها هو إعادة اللحمة وتوطيد أواصر الصداقة والتقارب والعلاقة بين الشعوب العربية وشبابها من الرياضيين الموهوبين في فنون الساحرة المستديرة معشوقة الملايين فهي اللعبة الوحيدة القادرة علي تحقيق هذا التجمع العربي الكبير للاعبين والجماهير معا.
ولعل قيام العديد من الأندية المشاركة في هذا العرس الكروي العربي بإرسال لاعبيها الشباب والبدلاء مثلما فعل قطبا الكرة السعودية الهلال والنصر.. علي سبيل المثال وذلك استنادا إلي أن البطولة ودية وبالتالي يمكن من خلالها إتاحة الفرصة للاعبيها الشباب والبدلاء للاحتكاك وصقل مهاراتهم وزيادة خبراتهم.. وأيضا تتعامل أغلب الأندية مع البطولة علي انها أنبوبة اختبار للاعبيها لإثبات وجودهم والوقوف علي مستواهم ومدي قدرتهم وأحقيتهم في الاستمرار مع أنديتهم.
وانطلاقا من هذا الواقع يمكن القول إن مشاركة قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك له أكثر من وجه ايجابي آخر بعيدا عن الفوز بالبطولة وبجائزتها المالية الضخمة ويكفي هنا أنها وضعت نهاية حاسمة وقاطعة لقضية ايناسيو المدير الفني البرتغالي وجعلت مجلس إدارة يتخذ قراره برئاسة المستشار مرتضي منصور عن قناعة ورضا بعد أن فشل إيناسيو في استثمار حتي هذه البطولة العربية الودية للتعبير عن نفسه خلالها فلم يضف أي جديد.. بل مازال الفريق يعاني من نفس السلبيات وتراجع مستوي الأداء العام للفريق دفاعا وهجوما والتي كانت سببا مباشرا في خروج الزمالك من دوري المجموعات ببطولة الملايين الأفريقية وكان إيناسيو هو بطل هذا الفشل الأفريقي.
والمثير للدهشة إنه فشل في اضفاء أي تطوير لأداء الفريق وعلاج السلبيات في العرس العربي ليتأكد للجميع علي أرض الواقع انه لم يعد هناك بديل لإنقاذ مسيرة الزمالك في المرحلة القادمة سوي التخلص من هذا البرتغالي.. كما أن البطولة ألقت الضوء من جديد علي المستوي الحقيقي للعديد من اللاعبين بالزمالك بأن قدراتهم لا تتناسب مع طبيعة ومكانة وطموحات هذا النادي العملاق كونه نادي بطولات وبالتالي فهو في حاجة لنوعية خاصة من اللاعبين أصحاب المهارات والمواهب العالية والتي تؤهلهم لصناعة الفارق وقيادة ناديهم لمنصات التتويج.. بالإضافة لامتلاكهم الروح القتالية العالية والتي يجب أن يتمتع بها من يرتدي فانلة الزمالك ومن مكاسبه أيضا في البطولة تألق الصاعدين عمر صلاح ومصطفي محمد.
أما بالنسبة للنادي الأهلي فإنه حقق هو الآخر مكاسب عديدة لعل في مقدمتها انها وضعت النقاط علي الحروف في العلاقة بين الجهاز الفني والنادي من ناحية ونجم هجومه عماد متعب بعد أن تم تجاهله ثم رفضه المشاركة في الدقائق الأخيرة لتصبح الصورة واضحة أمامه وأن الكرة باتت في ملعبه فإما يعلن اعتزاله أو يرحل عن النادي.. أما المكاسب الأخري فتختلف في ظهور كل من عمرو بركات وإسلام محارب بشكل جيد يؤكد إنهما اضافة كبيرة للأهلي في المرحلة القادمة.. ورغم أن المهاجم المغربي وليد أزاروا لم يسجل ولكنه أثبت بتحركاته وسرعته وقوة التحامه ومهارته العالية انه مهاجم واعد وخطير.
وطالما إننا نتحدث عن هذا العرس العربي الكروي فلابد أن نعترف بأن التحكيم المتواضع والسييء يمثل نقطة سوداء علي ثوب هذا العرس خاصة حاملي الراية الذين تسببت أخطاؤهم الكارثية في تغيير نتائج العديد من المباريات ومسار المنافسة علي كأس البطولة وفي الوقت نفسه فإنها منحت الأهلي فرصة للتعرف عن قرب علي الترجي قبل مواجهتها المرتقبة في بطولة الملايين الافريقية خاصة وأن بطل تونس يشارك بأغلب نجومه الاساسيين.. وأري أن فريق الفتح الرباطي هو الأفضل في البطولة.. ويستحق فريق الهلال السعودي بشبابه كل التحية والتقدير لقوة عروضه وروح لاعبيه العالية وثقتهم في أنفسهم فهم مفاجأة هذا العرس العربي الكروي.. وللحديث بقية.