الوفد
سناء السعيد
بدون رتوش .. مؤشرات تدعم التوقعات
قبل مغادرة الملك سلمان بن عبدالعزيز للمملكة فى الرابع والعشرين من يوليو الجارى فى إجازة خاصة أناب نجله ولى العهد لرعاية مصالح الشعب خلال فترة غيابه. مع الحدث نشطت التوقعات التى تروج لسيناريو بات جاهزاً يتم بمقتضاه تخلى الملك سلمان عن الحكم وتنصيب نجله ملكاً على العرش.
مؤشرات كثيرة تشى باقتراب تحقيق هذا السيناريو. يدعم ذلك كون محمد بن سلمان هو الممسك بناصية الحكم فى السعودية بوصفه المسئول عن كل ملفات الاقتصاد فضلاً عن كونه رجل أعمال يملك الكثير من الشركات، بالإضافة إلى تطلعاته لتأسيس صندوق استثمارى سيادى فى إطار رؤية عام 2030، وهى خطة إصلاحية لما بعد اقتصاد النفط. ويعد محمد بن سلمان هو الحاكم الفعلى بعد أن حصل على كل الصلاحيات الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية من والده، ليصبح بذلك صاحب القرار الأول والأخير فى المملكة.
ويرى مراقبون أن دفعة الدعم الأمريكية القوية له من شأنها أن تعجل بوصوله إلى عرش المملكة القوية وهى الدفعة التى ظهرت معالمها بوضوح خلال مباحثاته مع ترامب والتى جاءت لتصب فى مصلحة تعزيز طموحاته فى هذا الإطار ليكون بذلك قد وضع على الطريق السريع الذى يقوده إلى عرش المملكة.
ولا شك أن وصول محمد بن سلمان إلى العرش إذا حدث لن يأتي من فراغ، فلقد أهله لذلك المناصب العديدة التى تولاها منذ أن بدأ تصعيده مع اعتلاء والده للعرش.
ففى يناير 2015 عين وزيراً للدفاع ورئيساً للديوان الملكى ومستشاراً خاصاً لوالده، ليترأس بعد ذلك مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية، ويصبح ولياً لولى العهد، ونائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للدفاع ورئيساً لمجلس الشئون الاقتصادية والتنمية. كما أنه قدم نفسه كرجل اقتصاد يؤمن بشعارات الليبرالية. وعوضا عن ذلك فلقد اتخذ خطوات جعلته يبدو أمام الشباب بوصفه المخلص من قيود ما يسمى «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»، وبالتالى ظهر فى صورة الشاب التجديدى المتفهم لتطلعات الشباب بعيداً عن التيار المحافظ. وكل هذا يدعمه ويعزز صورته كقائد قادر على تولى العرش.
ولابد هنا أن نأخذ فى الاعتبار كيف أنه أثار إعجاب قادة غربيين بسبب ما أظهره من عزم على إجراء إصلاحات اجتماعية واقتصادية وإن ظل ملف قضايا حقوق الإنسان فى السعودية ومن بينها أحكام الإعدام محل تساؤل حول الإمكانية فى أن يقدم محمد بن سلمان على اتخاذ قرار يقضى بوقف أحكام الإعدام؟
وإذا صدقت التوقعات وتم تنصيب محمد بن سلمان على عرش المملكة فإن ذلك سيؤسس لمرحلة جديدة وإن كانت لن تخلو من القلق والمخاطر.
ولعل إحداها يتمثل فى التطورات المستجدة بالنسبة لحرب اليمن لا سيما وأنه هو صاحب القرار بدخول حلبتها فى السادس والعشرين من مارس عام 2015، وهناك ملف إيران التى تناصبها السعودية العداء وكيفية التعاطى مع التمدد السياسى والعسكرى لإيران فى المنطقة. لا سيما بعد أن توعد محمد بن سلمان بنقل المعركة إلى داخلها. وهو ما يولد الخشية من اتخاذ مواقف تصاعدية ضد طهران. هذا بالإضافة إلى أزمة الخليج المثارة حول العلاقة مع قطر. وبالتالى فإن توليه الحكم قد يفتح الباب أمام المزيد من المغامرات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف